تفقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، اليوم الإثنين، المدمرة البحرية “تشوي هيون” في عرضٍ عسكريٍّ رسمي أظهره التلفزيون الرسمي للبلاد، ووصف السفينة بأنها “دليل واضح على تطور القوات المسلحة” وقد صُممت ـ بحسب تصريحات رسمية ـ لـمعاقبة استفزازات العدو وردع أي تهديدات تمس سيادة الدولة.
تُعدّ “تشوي هيون” إحدى مدمرتين أعلنت بيونغ يانغ عن إدراجهما هذا العام ضمن ترسانتها البحرية، وتزن المدمرة المُعاينة نحو 5 آلاف طن، وهو رقمٌ أُبرز في تقارير وكالة الأنباء المركزية الكورية باعتباره علامة على قفزة في قدرات البحرية الشمالية. وأشارت التقارير الرسمية إلى أن كيم قد وجّه بتسريع بناء سفينة ثالثة من فئة مماثلة على أن تدخل الخدمة بحلول أكتوبر من العام المقبل.
خلال الجولة التفقدية وقف كيم داخل غرفة القيادة وأشاد بشاشات نظم التحكم وخرائط العمليات، مؤكداً أن القدرات البحرية يجب أن تُستخدم لردع ومواجهة ومعاقبة أي استفزاز بشكل شامل، حفاظاً على “سيادة الدولة” حسب الصيغة الرسمية، في خطاب يعكس تركيز القيادة على توسيع مظاهر القوة البحرية كركيزة من ركائز الردع.
المراقبون العسكريون، ومعهم تقارير سريّة مقتضبة، ربطوا الكشف عن “تشوي هيون” بسعي متصاعد لتعزيز القوة البحرية لدى بيونغ يانغ، كما تناولت تقارير عسكرية في سيول إمكانية أن تكون عمليات تطوير وتصنيع السفينة قد تضمنّت دعماً فنّياً أو مادياً خارجيّاً، وقد ألمح الجيش الكوري الجنوبي إلى احتمال توافر مساعدة روسية في بعض جوانب التصميم أو التجهيز مقابل مشاركة عناصر شمالية في ساحات قتال أجنبية، إشارة إلى تقارير عن إرسال قوات إلى أوكرانيا وهو ما تردّد في وسائل إعلام إقليمية ودولية.
الزيارة تأتي في ظل توتّر متزايد في شبه الجزيرة الكورية وتبادل بيانات تهديدية بين بيونغ يانغ وسيول وواشنطن، وقد سبقتها تصريحات رسمية لكيم أعلن فيها نشر “أصول خاصة لأهداف رئيسية” رداً على ما وصفه بتعزيز القوّات الأميركية لوجودها العسكري في كوريا الجنوبية، في استراتيجيةٍ تشير إلى تصعيدٍ متبادل في الرسائل العسكرية والسياسية.
المشهد العام يوحّي بأن بيونغ يانغ تعمل على بلورة استراتيجية بحرية جديدة تكمّل برامجها الصاروخية والبرّية، بينما تثير هذه الخطوات مزيداً من القلق في الإقليم والدوائر الاستخباراتية بشأن مخاطر سباق تسلح إقليمي وتداعيات أي مواجهة مقبلة.