كشف مركز معلومات فلسطين “معطى” في تقرير إحصائي شامل صدر اليوم الاثنين عن أرقامٍ صادمة توثق حجم الجريمة الإنسانية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة على مدى عامين متواصلين من العدوان والإبادة الجماعية، مؤكدًا أن ما يجري هو أوسع مجزرة بحق الأطفال والنساء في التاريخ الحديث.
وأوضح التقرير الصادر بعنوان “عامان على الجرائم بحق الطفولة في قطاع غزة” أن أكثر من 20 ألف طفل فلسطيني استشهدوا منذ بدء العدوان، بينهم 450 رضيعًا ولدوا واستشهدوا خلال الحرب، و1015 طفلًا دون العام الواحد، إضافة إلى 154 طفلًا قضوا جوعًا بسبب المجاعة وانعدام الغذاء والدواء.
وبيّن المركز أن العدوان المستمر حوّل غزة إلى مقبرة مفتوحة للطفولة، مشيرًا إلى أن 56,348 طفلًا أصبحوا أيتامًا بعد فقدان والديهم أو أحدهما، فيما يواجه 650 ألف طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية، بينهم 40 ألف رضيع مهددون بالموت جوعًا نتيجة نقص حليب الأطفال وغياب الإمدادات الإنسانية، في ظل حصار خانق تفرضه قوات الاحتلال بدعم أمريكي وغربي.
كما أوضح التقرير أن أكثر من 5200 طفل بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل لإنقاذ حياتهم، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية التي لم تعد قادرة على التعامل مع حجم الكارثة.
وفي تقريرٍ آخر حمل عنوان “عامان على الجرائم بحق المرأة في قطاع غزة”، كشف مركز “معطى” أن أكثر من 12,500 امرأة استشهدن جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، بينهن 9,000 أمٍ شهيدة، بينما سُجلت 12 ألف حالة إجهاض نتيجة الرعب، وانعدام الرعاية الطبية، أو القصف المباشر للمنازل والمستشفيات.
وأشار التقرير إلى أن 21,193 امرأة أصبحن أرامل بعد استشهاد أزواجهن، في حين تواجه أكثر من 107 آلاف امرأة حامل أو مرضعة خطرًا بالغًا بسبب غياب الخدمات الصحية الأساسية وتدمير المستشفيات، مؤكداً أن الوضع الإنساني في غزة تجاوز حدود الكارثة وبات وصمة عار في جبين العالم المتحضر.
وختم المركز تقريره بالتأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم إبادة ممنهجة ضد الأطفال والنساء في غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي طالت الأبرياء، ومشدّدًا على أن صمت العالم شجّع الجلاد على مواصلة المجازر بحق الإنسانية في قطاع محاصر منذ أكثر من 17 عامًا.
