المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    عبدة المال لا يصلحون للحكم والسياسة

    الحديث عن عبادة المال يرافقه دوماً اسم "علي البخيتي"...

    طوفان الأقصى: المعركة الوجودية التي قلبت الموازين وكشفت فشل «الجيش الذي لا يقهر»

    طرح المحلل السياسي والعسكري ناصر قنديل قراءة معمقة لمسارات...

    أول مرشح عربي.. العناني يفتح حقبة عربية جديدة في “اليونسكو”

    في حدثٍ يُعدّ تحوّلًا تاريخيًّا في مسار الدبلوماسية الثقافية الدولية، انتُخب الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ليصبح أول عربي ومصري يتولى قيادة المنظمة الأممية منذ تأسيسها، في انتصارٍ يُجسّد حضور العرب في صناعة القرار الثقافي العالمي.

    وجاء فوز العناني بعد جولة انتخابية حاسمة في باريس، حصد فيها 55 صوتًا من أصل 58 في المجلس التنفيذي للمنظمة، متفوقًا على منافسه الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، في حين امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، ما يعكس إجماعًا دوليًّا على الثقة بشخصيته العلمية والسياسية.

    ويُنظر إلى انتخاب العناني خلفًا للفرنسية أودري أزولاي على أنه بداية مرحلة جديدة لليونسكو في ظل الاضطرابات الجيوسياسية والثقافية التي تهز العالم، حيث تُنتظر منه إعادة ترميم جسور الحوار بين الشرق والغرب، وتفعيل دور المنظمة في حماية التراث الإنساني من التسييس والتدمير.

    العناني الذي تدرّج من أستاذية علوم المصريات إلى قيادة أهم مؤسسات التراث العالمي، يملك سجلًّا دبلوماسيًّا وأكاديميًّا متينًا، إذ شغل منصب وزير السياحة والآثار بين عامي 2019 و2022، ووزير الآثار قبل ذلك منذ 2016، ليكون أول وزير يجمع الوزارتين منذ عقود. كما أشرف على المتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف المصري بالتحرير، وكان وراء نقل المومياوات الملكية في موكبٍ مهيب أعاد لمصر حضورها الحضاري العالمي.

    وحاز العناني خلال مسيرته على أرفع الأوسمة الدولية، منها وسام جوقة الشرف الفرنسي (2025) ووسام الشمس المشرقة الياباني (2021) ووسام الاستحقاق البولندي (2020)، تأكيدًا على مكانته كجسر حضاري بين الشرق والغرب.

    ويرى مراقبون أن انتخابه في هذا التوقيت الحرج يعكس اتجاهاً متنامياً نحو كسر احتكار القوى التقليدية للمناصب الأممية، واعترافًا متزايدًا بقدرة الدول العربية على قيادة ملفات الفكر والثقافة والإنسان.

    بهذا الفوز، يدخل الدكتور خالد العناني سجلات التاريخ الدولي من أوسع أبوابه، فاتحًا أمام المنطقة العربية أفقًا جديدًا في صناعة القرار الثقافي الأممي، ومعلنًا أن زمن التهميش قد انتهى، وأن صوت الحضارة العريقة بات حاضرًا في قلب “اليونسكو”.

    spot_imgspot_img