المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    عبدة المال لا يصلحون للحكم والسياسة

    الحديث عن عبادة المال يرافقه دوماً اسم "علي البخيتي"...

    طوفان الأقصى: المعركة الوجودية التي قلبت الموازين وكشفت فشل «الجيش الذي لا يقهر»

    طرح المحلل السياسي والعسكري ناصر قنديل قراءة معمقة لمسارات...

    تقرير عبري: القاهرة تُوجّه صفعة رمزية لتل أبيب باختيار موعد مفاوضات غزة في ذكرى السادس من أكتوبر

    في خطوةٍ حملت رمزية سياسية دقيقة ومعنى تاريخيًا عميقًا، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن القيادة المصرية اختارت عمداً موعد السادس من أكتوبر 2025 لبدء محادثات إنهاء الحرب على غزة في مدينة شرم الشيخ، وهو اليوم الذي يوافق الذكرى الثانية والخمسين لحرب أكتوبر التي شهدت الهجوم المصري المباغت على قوات الاحتلال الصهيوني عام 1973.

    ووفقاً للتقرير العبري، فقد أثار هذا التزامن موجةً من السخرية والتهكم في أوساط المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ربطوا بين بدء مفاوضات إنهاء الحرب الحالية وذكرى “نصر أكتوبر المجيد”، معتبرين أن اختيار التوقيت يمثل “رسالة سياسية مُهينة لتل أبيب” تحمل في طياتها تذكيراً بتاريخٍ لم يُمحَ من الذاكرة القومية المصرية.

    وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من النشطاء اقترحوا تحديد موعد انطلاق المحادثات عند الساعة الثانية ظهراً — وهو التوقيت نفسه الذي بدأت فيه المعركة قبل 52 عاماً — أو حتى دعوة الوفد الإسرائيلي إلى سيناء ضمن أجواء الاحتفالات الوطنية، في ما وصفته الصحيفة بـ“الشماتة الرمزية المقنّعة”.

    وبحسب “يديعوت أحرونوت”، غادر الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى شرم الشيخ في التوقيت نفسه الذي انطلقت فيه أولى الهجمات المصرية في حرب 1973، فيما احتفى المصريون باليوم الوطني من خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لقبر الجندي المجهول والرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبد الناصر، وعقده اجتماعًا موسعًا مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

    وفي قراءة أكاديمية للتطور، قالت الباحثة الصهيونية بشمت ييفت من جامعة “أريئيل” إن اختيار التوقيت لا يخلو من دلالات سياسية، معتبرةً أن “مصر الرسمية تسعى لفصل رمزية السادس من أكتوبر 1973 عن السابع من أكتوبر 2023” — في إشارة إلى الهجوم الذي شنّته المقاومة الفلسطينية على المستوطنات المحيطة بغزة العام الماضي. وأضافت أن كثيرين في مصر “ينظرون إلى عملية حماس باعتبارها امتداداً لروح أكتوبر العسكرية”.

    وتزامنت هذه الرمزية السياسية مع انطلاق المفاوضات الرسمية بمشاركة وفد حركة حماس برئاسة خليل الحية، ووساطة مصرية – قطرية، وحضور مرتقب لكل من جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، على أن ينضم إليهم لاحقاً وزير الشؤون الاستراتيجية في كيان الاحتلال رون ديرمر.

    ووفق التقرير العبري، ستتناول المفاوضات آليات الانسحاب الإسرائيلي الأولي من القطاع، وتبادل الأسرى، وضمانات وقف إطلاق النار وفق اتفاق يناير الماضي، وسط مخاوف مصرية من “مفاجآت إسرائيلية” في ملف سلاح المقاومة أو تنفيذ الالتزامات تدريجياً.

    وتختتم “يديعوت أحرونوت” بالقول إن القاهرة تعمل على تسريع جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية تحضيراً لقمة فصائلية مرتقبة، في محاولة منها لتحصين الاتفاق السياسي من المناورات الإسرائيلية، ولتأكيد أن مصر — التي خاضت حرب الكرامة في أكتوبر — لا تزال تمسك بخيوط اللعبة الإقليمية من موقع القوة والذاكرة المنتصرة.

    spot_imgspot_img