أصدرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الثلاثاء، بيانًا موسعًا بمناسبة الذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى” والذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي يؤكد فيه بوضوح أن الصفحة الاستراتيجية للمواجهة ستبقى مفتوحة وأن المقاومة لن تنكسر أمام آلة العدوان الإسرائيلية. استهلت السرايا بيانها بتجديد الفخر بعملية الطوفان التي اعتبرتها نقطة تحول على أرض المعركة واعتبرت أن مجاهدي المقاومة أَّلحِقوا خسائر فادحة بالعدو وأسروا عددًا من عناصره ما مثل وفق البيان “تغييرًا جوهريًا في معادلات القوة”.
وفي نبرة حاسمة ومباشرة، شددت السرايا على أن مواجهة الاحتلال خيار مستمر ومشروع وطني لا تراه مرحلة عابرة، وأن كل العمليات الإسرائيلية ومنها ما سمته “جدعون 2” مُقدَّرٌ لها الفشل أمام إرادة شعبية وميدانية لا تلين. وجاء التصريح الأبرز في البيان مفاده أن “سلاح المقاومة لن يُغمد إلا بتحرير الأرض وزوال الاحتلال” عبارة تلقي بظلالها كخط أحمر على أي مسار تفاوضي لا يتجه نحو إنهاء الاحتلال فعليًا.
وربطت السرايا بين مسألة الأسرى ومسار التهدئة ووضعت معايير واضحة لأي صفقة مقبلة، مؤكدة أن “أسرى العدو لن يروا النور إلا بصفقة تبادل مشرفة تلتزم فيها تل أبيب بإنهاء الحرب” وهو شرط شكل بالنسبة للبيان معيارًا لا تفاوض عليه. وحسمت الحركة موقفها من مستقبل الصراع بالإعلان عن استعدادها لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد إذا اقتضت الضرورة ذلك، مع التأكيد على أن الكفاح المسلح يظل أداة مركزية للدفاع عن الحقوق والكرامة.
وختمت سرايا القدس بيانها بتحية موجهة إلى “إخواننا في يمن النخوة والعزة” وخصوصًا إلى حركة أنصار الله، واصفة إياهم بـ“نعم العون والنصير” لثباتهم في ميدان الدعم والمساندة لصمود غزة، في إشارة صريحة إلى عمق روابط محور المقاومة وتنسيقه السياسي والميداني الذي ربطه البيان بمسار مواجهة الاحتلال. وفي مجمله يعكس نص البيان موقفًا صلبًا يراهن على استمرار المقاومة كخيار استراتيجي ويرفض أي حلول أو ترتيبات لا تكفل إنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق.