يعيش كيان العدو الإسرائيلي، مع دخول عامه الثالث في حرب الإبادة على قطاع غزة، مرحلة غير مسبوقة من الاستنزاف البشري والعسكري والاقتصادي، وفق تقارير رسمية ومعطيات إسرائيلية، وصفتها مراكز الدراسات بـ“الأثقل في تاريخ الكيان منذ تأسيسه”.
“السبت الأسود”.. بداية الانهيار
في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، دشّنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عملية “طوفان الأقصى” التي اعتُبرت الأعنف في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني.
اخترق مئات المقاتلين خطوط العدو عبر أكثر من 110 ثغرات، وتوغلوا بعمق 22 كيلومتراً داخل الأراضي المحتلة، مستهدفين 12 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة، ما أدى إلى مقتل 1179 إسرائيلياً وأسر 251 آخرين، في يومٍ وصفه الإعلام العبري بـ“السبت الأسود“.
خسائر عسكرية فادحة
تُظهر بيانات وزارة الدفاع الإسرائيلية أن 1152 جندياً قُتلوا منذ بداية الحرب، بينهم 487 دون سن الـ21، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6313 عسكرياً، وسط تقديرات بارتفاع العدد الحقيقي إلى نحو 20 ألف مصاب، وفق معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.
وتشير المعطيات إلى أن وحدات النخبة وقوات الاحتياط تكبدت خسائر ميدانية فادحة في غزة والجنوب اللبناني والضفة الغربية، في حرب باتت الأطول في سجل الاحتلال.
المدنيون.. الوجه الآخر للخسائر
لم تقتصر الخسائر على الميدان العسكري؛ إذ أعلنت مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية مقتل 978 مدنياً، بينهم 84 أجنبياً.
كما سجلت أكثر من 80 ألف إصابة مدنية، بينهم مئات المبتورين، ووافقت على أكثر من 33 ألف حالة عجز نتيجة “أعمال عدائية”، منها 30 ألف حالة نفسية، ما يعكس حجم الصدمة المجتمعية التي تعيشها الجبهة الداخلية.
الجبهات المتعددة.. استنزاف شامل
بحسب معهد دراسات الأمن القومي، توزعت الخسائر البشرية كالتالي:
-
1721 قتيلاً في جبهة غزة.
-
132 قتيلاً جراء هجمات من لبنان.
-
78 قتيلاً في الضفة الغربية.
-
33 قتيلاً في الحرب ضد إيران.
-
قتيل واحد و100 مصاب نتيجة هجمات من اليمن.
كما تم إطلاق أكثر من 37 ألف صاروخ و2500 طائرة مسيرة على إسرائيل من جبهات غزة ولبنان واليمن وإيران وسوريا، ما جعل الحرب الأوسع نطاقاً في تاريخ الكيان.
هجرة ونزوح داخلي متصاعد
تسببت الحرب في نزوح أكثر من 164 ألف إسرائيلي من منازلهم، خصوصاً من مستوطنات غلاف غزة والشمال، فيما هاجر 76 ألف شخص من البلاد خلال العام الأول، في مؤشر على أزمة ثقة وجودية تضرب المجتمع الإسرائيلي.
في مقابل الخسائر الإسرائيلية، كشفت وزارة الصحة في غزة أن العدوان أدى إلى استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفاً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى وفاة 460 شخصاً بسبب المجاعة، بينهم 154 طفلاً، وسط دعم أمريكي متواصل لتل أبيب رغم تزايد الإدانات الدولية.