المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    طوفان الأقصى.. زلزال في معادلة الصراع وتحول استراتيجي في مشروع المقاومة الفلسطينية

    في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتجلى أمام العالم ملامح التحول التاريخي العميق الذي أحدثته هذه المواجهة في بنية الصراع العربي–الصهيوني، إذ لا تزال الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة تمثل –بحسب توصيف فصائل المقاومة– أبشع حرب إبادة جماعية في التاريخ الحديث، دون أن ينجح في تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة رغم مرور عامين كاملين.

    ورغم الدمار الهائل والمجازر التي ارتكبها العدو بحق المدنيين، لم تنكسر إرادة الفلسطينيين، ولم تنطفئ جذوة المقاومة، التي تحولت إلى رمز عالمي للصمود والتحدي. لقد أثبت المقاتل الفلسطيني أن العقيدة والإرادة تتفوق على التفوق التكنولوجي والعسكري، وأن الطوفان كان لحظة كسر للهيبة الإسرائيلية التي رُوّج لها لعقود.

    لقد شكّلت المعركة منعطفًا استراتيجيًا في تاريخ المقاومة الفلسطينية، حيث جاءت ردًا مشروعًا على عقود من القمع والتهجير والاستيطان، وأثبتت أن الشعب الفلسطيني يمتلك منظومة ميدانية وتنظيمية متماسكة قادرة على إدارة معركة طويلة الأمد، مستندةً إلى حاضنة جماهيرية راسخة وإرادة لا تلين.

    وكشفت “طوفان الأقصى” زيف الأسطورة الإسرائيلية حول جيش لا يُقهر، وأكدت أن الردع الحقيقي بات بيد المقاومة، التي استطاعت أن تنقل المعركة إلى عمق الاحتلال وتفرض عليه معادلات جديدة في البر والبحر والجو.
    فلم تعد تل أبيب هي الطرف المهيمن، بل أصبحت هي الطرف المترقب والمضطرب أمام تصاعد قدرات المقاومة النوعية، من الصواريخ الدقيقة إلى الأنفاق المحصّنة والمسيّرات المتقدمة.

    وامتد تأثير المعركة إلى محور المقاومة بأكمله من اليمن إلى لبنان والعراق وإيران، حيث أعلنت تلك القوى اصطفافها خلف فلسطين، لتتشكل معادلة ردع إقليمية متماسكة جعلت العدو يحسب حساب أي خطوة ميدانية.
    وباتت غزة رأس الحربة في مشروع تحرري شامل يرى في وحدة الساحات السبيل لإسقاط الهيمنة الغربية ومواجهة العدوان الصهيوني في المنطقة.

    وبعد مرور عامين على اندلاع الطوفان، يتأكد أن ما جرى لم يكن معركة عابرة، بل تحوّل استراتيجي في مفهوم المقاومة أعاد تعريف الردع، ورسّخ معادلة “الدم يصنع الحرية”.

    لقد أصبحت السابع من أكتوبر محطة تاريخية خالدة في ذاكرة الأمة، تؤكد أن المقاومة لا تزال قادرة على فرض شروطها، وأن القضية الفلسطينية –رغم كل محاولات الطمس والتصفية– باقية في الوجدان العربي والإسلامي، تنتظر لحظة النصر والحرية.

    spot_imgspot_img