المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    اليمن صمام أمان المنطقة أمام أطماع الكيان الصهيوني

    يشهد التاريخ أن هناك شعوبًا ومواقِعَ جغرافية تفرض نفسها...

    1676 شهيداً وجريحاً منذ بدء إسناد اليمن لغزة.. دماء اليمنيين تمتزج بدماء الفلسطينيين في معركة واحدة ضد العدوان

    منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، كان الشعب اليمني في طليعة الشعوب الحرة التي بادرت إلى إعلان موقف مبدئي ثابت في نصرة فلسطين، موقف نابع من ضمير عربي أصيل يرى في القضية الفلسطينية قضية الأمة المركزية، وفي مقاومة الاحتلال واجباً دينياً وأخلاقياً وإنسانياً.

    فمنذ اللحظة الأولى، تحرك اليمنيون من مختلف المدن والقبائل نصرةً لغزة، وقدموا مواقف عملية في الدعم والإسناد العسكري والإعلامي والسياسي، مؤكدين أن القدس وغزة عنوان الكرامة والسيادة. غير أن هذا الموقف الإنساني الصادق لم يكن بلا ثمن، إذ دفع اليمنيون تضحيات جساماً في سبيل وقوفهم مع فلسطين.

    ضحايا العدوان الإسرائيلي–الأمريكي على اليمن

    وكشفت وزارة الصحة والبيئة في صنعاء أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي الأمريكي البريطاني من المدنيين منذ بدء الإسناد اليمني لقطاع غزة وحتى أكتوبر الجاري بلغ 1676 شهيداً وجريحاً.

    ووفق البيان، فقد ارتقى 319 شهيداً، بينهم 38 طفلاً و23 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 1357 مواطناً، بينهم 197 طفلاً و96 امرأة.

    وأكد البيان أن قوات العدوان استهدفت بالقصف المباشر منشآت ومرافق مدنية وصحية، حيث تم تدمير ثلاث منشآت صحية بشكل كلي وأربع بشكل جزئي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

    جريمة حرب مكتملة الأركان في صعدة

    وفي واحدة من أبشع جرائم العدوان، استهدفت الطائرات الأمريكية خلال مارس 2025 مبنى مستشفى الرسول الأعظم لمرضى السرطان بمحافظة صعدة، ما أدى إلى تدميره بالكامل.

    وكان المستشفى –الذي شارف على الافتتاح– بارقة أمل لآلاف المرضى الذين يعانون من السرطان في صعدة والمحافظات المجاورة، لكنه تحوّل بفعل القصف الأمريكي إلى ركام.

    لقد أجهزت هذه الجريمة على مشروع إنساني خالص، وكشفت بوضوح زيف الشعارات الأمريكية عن “حماية حقوق الإنسان”، فالدولة التي تدّعي الدفاع عن القيم الإنسانية هي ذاتها التي تقتل المرضى وتحطم آخر نافذة أمل أمامهم.

    العدوان الأمريكي واستهداف ممنهج للحياة

    يؤكد التقرير أن استهداف المنشآت الطبية ليس حادثة معزولة، بل جزء من مخطط ممنهج ضد الشعب اليمني منذ العام 2015، عبر حصار شامل وقصف متواصل استخدمت فيه واشنطن وحلفاؤها أسلحة محرمة دولياً، تسببت في تفشي أمراض سرطانية وتشوهات خَلقية وأوبئة قاتلة.

    فالولايات المتحدة التي ترفع شعار “محاربة الإرهاب” تنشر الموت والدمار بأسلحتها الفتاكة، وتغتال الحياة في اليمن كما تدعم الإبادة في غزة، في مشهد يجسد وحدة المظلومية ووحدة العدو.

    وبحسب القانون الدولي الإنساني، فإن قصف المستشفيات والمنشآت الصحية يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب المادة (8) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وهو ما يستوجب تحركاً دولياً عاجلاً لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

    يمن العزة يواصل الموقف المبدئي

    رغم الحصار والدمار، يواصل الشعب اليمني تأكيد موقفه الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني، ويرى في دعم المقاومة واجباً لا يمكن التراجع عنه.
    لقد توحّدت المظلومية اليمنية والفلسطينية في وجه آلة العدوان، كما توحّدت الدماء على طريق الحرية.

    ورغم مرور أكثر من سبعة عقود على نكبة فلسطين، يؤكد اليمنيون أن القضية الفلسطينية ستبقى في وجدان الأمة حية لا تموت، وأن التضحيات –مهما عظمت– لا تُقاس بميزان الخسائر، بل بميزان الكرامة والسيادة.

    خاتمة

    إن دماء اليمنيين والفلسطينيين التي اختلطت على أرض العروبة تُشكّل اليوم علامة مضيئة في سجل الصمود العربي، وتؤكد أن محور المقاومة لم يعد مجرد فكرة بل حقيقة متجذّرة في وعي الأمة، وأن كل طلقة وكل موقف وكل قطرة دم تكتب فصلاً جديداً في معركة التحرر الكبرى.

    spot_imgspot_img