أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فجر اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق شامل بوساطة قطرية وبدعم مصري وتركي وأمريكي، يقضي بإنهاء الحرب على قطاع غزة ووقف إطلاق النار، وبدء عملية تبادل أسرى شامل بين الجانبين.
جاء الإعلان عن الاتفاق بعد ساعات من إعلان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، بالتوافق مع الوسطاء على بنود تنفيذ المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن هذه المرحلة “ستؤدي لوقف الحرب والإفراج عن الأسرى ‘الإسرائيليين’ والأسرى الفلسطينيين، ودخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
ومن جانبها، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مسؤولين أن “الاتفاق سيُوقّع لاحقاً اليوم الخميس، على أن يبدأ التنفيذ العملي بإطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى يوم السبت أو الأحد المقبل”.
كما أفادت مصادر مصرية نقلاً عن وسائل إعلام محلية، بأن الاتفاق ينص على “إدخال 400 شاحنة مساعدات إنسانية يومياً إلى قطاع غزة، خلال الأيام الخمسة الأولى التي تلي بدء سريان وقف إطلاق النار”.
في بيان مفصّل، أعلنت حركة حماس “التوصّل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزّة وانسحاب الاحتلال منها، ودخول المساعدات وتبادل الأسرى”.
وعبّرت الحركة في بيانها عن تقديرها “العالِي لجهود الإخوة الوسطاء في قطر ومصر وتركيا”، كما أثنت على “جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الساعية إلى وقف الحرب”. وطالبت حماس الرئيس ترامب والدول الضامنة بـ”إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة، وعدم السماح لها بالتنصل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه”.
بدوره، علّق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، على الاتفاق قائلاً: “هذا الاتفاق يأتي انطلاقاً من مسؤوليتنا التاريخية أمام شعبنا العظيم، والتزاماً بحمقنا المشروعة، وتتويجاً لإنجاز مقاومتنا في السابع من أكتوبر”.
وأضاف الرشق في تصريحات أوردها الموقع: “وقف إطلاق النار هو ثمرة التضحيات العظيمة والصبر الأسطوري لشعبنا وقوة وصمود المقاومة”، مؤكداً أن “اتفاق وقف العدوان هو إنجاز وطني بامتياز، جسّد وحدة شعبنا والتحامه مع خيار المقاومة سبيلاً لمواجهة الاحتلال الصهيوني”.
وتابع: “في كل مراحل المفاوضات كانت عيوننا وقلوبنا مع شعبنا في غزّة؛ فتلك الدماء الزكيّة والتضحيات العظيمة لها عهد الفداء والوفاء”. وختم بالقول: “ما فشل الاحتلال في تحقيقه عبر الإبادة والتجويع على مدار عامين كاملين، لم يفلح في إحرازه عبر التفاوض”.
وفي نبرة مفعمة بالانتصار، وجهت حركة حماس في ختام بيانها “تحية إلى شعبنا العظيم في قطاع غزة والقدس والضفة وداخل الوطن وخارجه”، مشيدة بالشعب الذي “سجل مواقف عز وبطولة وشرف لا نظير لها، وواجه مشاريع الاحتلال الفاشي”.
وأكدت الحركة أن “التضحيات والمواقف العظيمة لشعبنا أفشلت مخططات الاحتلال الإسرائيلي في الإخضاع والتهجير”، ووعدت بأن “تلك التضحيات لن تذهب هباءً، وإننا سنبقى على العهد، ولن نتخلى عن حقوق شعبنا الوطنية حتى الحرية والاستقلال وتقرير المصير”.
ويأتي هذا الاتفاق بعد مفاوضات ماراثونية طويلة، وسط آمال عريضة بأن يشكل نقطة تحول حقيقية towards إنهاء الحرب التي استمرت لأكثر من عامين، وفتح صفحة جديدة لشعب قطاع غزة.