هذه الجملة أوردها ناشط في الذباب السعودي أراد أن يمتدح آل سعود فنال منهم، وذلك في معرض رده على منشور لأحد الأحرار كان يتمنى زوال سلمان ونجله لما في ذلك من خير للأمة الإسلامية، متهماً حاكم السعودية وولي عهده بالتآمر على المسلمين ودعم المؤامرات الصهيونية في البلاد الإسلامية كافة.
أراد الناشط الذبابي بجملته أن آل سعود كثير ولن ينتهي أمرهم بهلاك سلمان وابنه، ولكنه في الوقت نفسه أكد أن العائلة السعودية، رغم ضخامة عدد أفرادها، إلا أنهم جميعاً عملاء للصهيونية، وإن غياب هذا الأمير أو ذاك لا يعني أن البديل سيكون أشرف منه، فآل سعود أسوأ بكثير من آل فرعون بحكم أن الآخرة كان منها رجلٌ رشيد.
وبالفعل فإن تاريخ هذه الأسرة، على الأقل منذ مؤسسها الأخير عبدالعزيز آل سعود، كله خياني في السر والعلن، وإذا أردنا أن نسرد جانباً منها فإن ذلك يحتاج إلى مؤلفات موسوعية فهي كثيرة بكثر أفرادها، ومن أهمها اتفاقية دارين الذي تنازل فيها المؤسس عن سيادة البلاد الإسلامية للإنجليز مقابل أن يولوه على شبه الجزيرة العربية وأن يكون العميل الأول لهم في المنطقة، وكان من أهم ما تنازل به هو فلسطين لليهود، يوم كانت البلاد الإسلامية لا تزال موحدة في مرحلة ما بعد سقوط السلطنة العثمانية.
وحتى اليوم، لا يزال النظام السعودي يشكّل الحامي الأول للكيان الصهيوني، سواء من خلال مواقفه السياسية أو تحركاته الدبلوماسية أو حتى صمته المريب أمام جرائم الاحتلال. فموقف الرياض من حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان يكشف بوضوح عمق الارتباط بين العائلتين السعودية والصهيونية، ويعرّي حقيقة ما يُسمّى بـ”التحالفات المعتدلة” التي لم تُبنَ إلا لخدمة العدو.
أما تمويل العمليات العسكرية الصهيونية في غزة، فهو من أبشع وأخطر صور الخيانة في التاريخ المعاصر، إذ لم يرد في كتب السير ولا في صفحات المروءة أن حاكماً مسلماً دعم قاتلاً يتباهى بذبح الأطفال والنساء كما يفعل نتنياهو. ومع ذلك، يمدّه محمد بن سلمان بالمال والغطاء السياسي والإعلامي، متوهماً أن الطريق إلى العرش يمرّ عبر بوابة تل أبيب.
وما بين المؤسس الأول والحاكم الأخير تاريخ كله مؤامرات ضد الأمة الإسلامية، فالصراعات الطائفية والسياسية بين الأشقاء كانت كلها بتمويلٍ وتحريضٍ سعوديٍ واضح، ولعل الحالة اليمنية هي الشاهد الأكبر على قبح آل سعود، فكل حروب اليمن الأهلية هي صنيعة المال السعودي والتحريض المستورد من شيوخها، حتى تحولت البلاد اليمنية إلى أسوأ كارثة إنسانية من صنع البشر خلال ما بين 2015 و2023، قبل أن يتفوق الكيان الصهيوني على حلفائه من آل سعود ويصنع مآساة غزة الحالية.
وبامتداد الخارطة يمتد إجرامهم، فهم ينوبون عن الكيان في خلق الفوضى والتفرقة في البلاد الإسلامية، والأدهى أن مجاهرة المجرم نتنياهو بضم مساحات واسعة من الأراض السعودي ضمن مؤامرة “إسرائيل الكبرى” لم يقابل بأي ردود فعل تستحق الذكر، وهذا مما يؤكد أن آل سعود موظفون فقط لدى الكيان الصهيوني، وأنهم على استعداد تام لخدمته ولو على حساب دولتهم ومستقبل أبنائهم، وبالتالي فإن موقفنا من آل سعود هو موقفنا من الكيان ومن يقبل بأحدهما يقبل بالآخر، ولعل سقوط النظام السعودي الوشيك بإذن الله سيكون سبباً في تحرير المسجد الأقصى المبارك وزوال الكيان المحتل من الوجود، وهذا ما يرجوه كل مسلم في هذا العالم.