المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    اليمن تستعد لزحفٍ مليونيّ نصرةً لغزة.. “عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر”

    جدّدت لجنة نصرة الأقصى، اليوم الخميس، دعوتها لأبناء الشعب...

    اليمن تتصدر ابتهاجات النصر في غزة.. “من لم يجد من أمة محمد سوى اليمن”

    في مشهدٍ مؤثرٍ يلخّص وجدان الأمة وعمق الانتماء المقاوم،...

    الحرب على غزة.. من فجرِ شرم الشيخ إلى امتحانِ ما بعد الصمود

    الحرب على غزة.. من فجرِ شرم الشيخ إلى امتحانِ...

    اليمن تتصدر ابتهاجات النصر في غزة.. “من لم يجد من أمة محمد سوى اليمن”

    في مشهدٍ مؤثرٍ يلخّص وجدان الأمة وعمق الانتماء المقاوم، تصدّر اسم اليمن، يوم الخميس، احتفالات الفلسطينيين في قطاع غزة عقب إعلان اتفاق وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي.
    فبين الدمار والدموع، علت هتافات الغزيين لليمن التي لم تغب يومًا عن ميدان الدعم والإسناد، لتتحول إلى رمزٍ عربيٍّ للوفاء والتضحية.

    وتداول ناشطون فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تُظهر فلسطينيين في شوارع غزة يهتفون باسم اليمن ويشكرونها على مواقفها البطولية في دعم القضية الفلسطينية ومقاومة العدوان.
    وفي أحد المقاطع، يظهر رجلٌ مسنّ وهو يرفع يديه بالدعاء قائلاً:

    “لم نجد من أمة محمد سوى اليمن بعد الله… جزاهم الله العزّ والكرامة.”

    كلماتٌ بسيطة لكنها اختزلت مشاعر الامتنان الشعبي الفلسطيني تجاه الشعب اليمني الذي قدّم، رغم جراحه، واحداً من أنبل مواقف الإسناد القومي والإسلامي للمقاومة في غزة.

    ولم يكن حضور اليمن في مشهد غزة طارئاً أو عاطفياً؛ بل امتداداً لعمليات إسنادٍ نوعية خاضتها القوات المسلحة اليمنية منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع.

    فعلى مدى عامين من الحرب، نفّذت صنعاء مئات العمليات الجوية والبحرية ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية وبريطانية، ما فرض واقعاً عسكرياً جديداً امتد من البحر الأحمر حتى المتوسط.

    وتمكنت القوات اليمنية من شلّ حركة الملاحة الإسرائيلية، وضرب المطارات الحيوية في تل أبيب وإيلات، وفرض حصارٍ فعلي على الكيان المحتل من البحر الأحمر إلى خليج العقبة، ما شكّل ضغطاً استراتيجياً هائلاً أجبر تل أبيب على التراجع والقبول بالمفاوضات.

    ورغم تعدد الحملات العسكرية ضد اليمن — من التحالف الأمريكي–البريطاني تحت مسمى “حارس الازدهار” إلى العدوان الأمريكي المنفرد مرورًا بالهجمات الإسرائيلية المباشرة — فإن اليمن واصل عملياته دون توقف، مؤكدًا التزامه بوعوده في نصرة الشعب الفلسطيني.

    وقد أدت تلك العمليات النوعية إلى إعادة رسم خارطة الردع في المنطقة، حيث بات الاحتلال الإسرائيلي محاصرًا بريًا وبحريًا وجويًا، وتحوّل اليمن إلى قوة إقليمية فاعلة تفرض توازنًا جديدًا في الصراع مع العدو الصهيوني.

    ويرى مراقبون أن انتصار غزة ما كان ليتحقق لولا وحدة جبهة المقاومة الممتدة من صنعاء إلى بيروت وطهران وغزة، مؤكدين أن اليمن لعب دورًا حاسمًا في إنهاك منظومة الاحتلال عبر استهداف طرق الإمداد العسكرية والاقتصادية.

    وفي المقابل، عبّر الفلسطينيون عن امتنانهم العميق لليمن، معتبرين أن دماء اليمنيين وصواريخهم كانت السند الحقيقي لغزة حين تخاذل العالم بأسره.

    ومع إعلان وقف الحرب وبدء مرحلة ما بعد العدوان، يحتفي الغزيون باسم اليمن كعنوانٍ للشرف العربي الصادق.
    فبينما انهارت أنظمة التطبيع تحت وقع الهزيمة المعنوية والسياسية، بقيت صنعاء ثابتة في موقعها، تفي بوعدها: “لن تكون فلسطين وحدها”.

    وهكذا، من صنعاء إلى غزة، تكتب الأمة من جديد فصلها المشرق:

    من أرض سبأ خرجت صواريخ الوفاء، ومن أزقة غزة صدحت الحناجر: “تحيا اليمن.. تحيا المقاومة.”

    spot_imgspot_img