قالت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية إن أجواء التفاؤل التي سادت بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا تمتد إلى ميناء إيلات، المغلق منذ ما يقارب العامين بسبب الحصار البحري الذي تفرضه قوات صنعاء، مشيرة إلى أن الاتفاق لن يغيّر واقع الميناء أو يعيد تشغيله في المدى القريب.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن الاحتفالات بنهاية الحرب لا تعني الكثير بالنسبة لميناء إيلات، الذي يعاني من أزمة خانقة وشلل شبه تام في أنشطته التجارية. وذكرت أن إدارة الميناء قلّصت منذ نوفمبر 2023 معظم عملياتها باستثناء الخدمات العسكرية، مضيفة أن الميناء يواجه ضائقة مالية حادة رغم المساعدات الحكومية التي بلغت 15 مليون شيكل إضافة إلى دعم من نقابة الهستدروت، إلا أن تلك المساعدات لم تُسهم في استئناف عمله بشكل طبيعي.
وأشارت كالكاليست إلى أن التهديد الصاروخي اليمني المتواصل تسبب في عزوف شركات الشحن العالمية عن التوجه إلى ميناء إيلات، ما أدى إلى توقف تفريغ شحنات المركبات التي تُعد من أكثر القطاعات ربحية للميناء الإسرائيلي. وأوضحت أن الشركات البحرية تخشى المرور عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب نتيجة التهديدات المستمرة من القوات اليمنية.
وأضاف التقرير أن اليمن لا يزال يسيطر على ممر بحري استراتيجي بالغ الأهمية، ولا توجد مؤشرات على استعداده للتخلي عنه. وبيّن أن هذا الملف لم يُدرج ضمن بنود اتفاق غزة نظرًا إلى أن صنعاء لم تكن طرفًا في المفاوضات، مؤكدة أن إسرائيل لم تتخذ أي إجراءات عملية خلال العامين الماضيين لتغيير المعادلة في البحر الأحمر أو لتأمين طريق التجارة إلى إيلات.
وتابعت الصحيفة أن اليمنيين يعتبرون سيطرتهم على الممر البحري إنجازًا استراتيجيًا كبيرًا تحقق نتيجة انشغال إسرائيل بحروب متعددة الجبهات، مضيفة أن هذا الإنجاز منح صنعاء نفوذًا إقليميًا مؤثرًا في خطوط الملاحة العالمية.
وختمت كالكاليست تقريرها بالقول إن السيناريو الوحيد لعودة نشاط ميناء إيلات مرهون باستقرار الأوضاع الأمنية على حدود إسرائيل، وهو ما قد يدفع الحكومة إلى مواجهة الملف اليمني مباشرة كما فعلت سابقًا مع إيران في عملية (الأسد الصاعد)، مضيفة أن فتح الطريق البحري أمام حركة السفن والبضائع إلى إيلات لن يتحقق إلا بعد معالجة التهديد اليمني بصورة شاملة.