أفادت وكالة “تاس” الروسية للأنباء نقلًا عن مصدر في حركة أنصار الله اليمنية، أن قائد الحركة عبد الملك الحوثي أصدر تعليماتٍ بإيقاف جميع الهجمات على “الاحتلال الإسرائيلي” والسفن التجارية المتعاونة معها في البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرًا إلى أن القرار مرتبطٌ بالتزام الاحتلال الإسرائيلي ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضح المصدر في تصريحه للوكالة أن القرار يشمل تعليق العمليات العسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية وضد الشحن البحري المرتبط بها مؤقتًا، لافتًا إلى أن المرحلة النشطة من حرب غزة قد انتهت، الأمر الذي يُبرّر هذا التوقف المشروط ضمن إطار المتابعة والتقييم الميداني المستمر.
وأضاف أن القيادة اليمنية وجّهت الأجهزة المختصة بمراقبة مدى التزام الاحتلال بالاتفاق وتنفيذ بنوده كاملة، مؤكّدًا أن الخطوات اللاحقة لليمن في دعم القضية الفلسطينية ستعتمد على سلوك الكيان واحترامه للتهدئة، مشددًا على أن الجيش اليمني سيبقى في حالة استعداد ومراقبة دقيقة وسيعاود الردّ حالَ أي خرقٍ أو نكثٍ صهيوني.
ويُنظر إلى هذا التطور، بحسب مراقبين، كإشارة يمنية مباشرة إلى التفاعل مع مسار التهدئة في غزة، في ظل تصاعد الجهود الإقليمية والدولية لضمان تثبيت وقف إطلاق النار ومنع إسرائيل من العودة إلى التصعيد العسكري، خصوصًا بعد اتهامات متكررة لتل أبيب بالتنصل من الاتفاقات السابقة ومواصلة انتهاكها لبنود الهدنة الإنسانية.
ويرى محللون أن الموقف اليمني الجديد يحمل أبعادًا استراتيجية ورسائل سياسية مزدوجة، فهو يؤكد دعم صنعاء المستمر للمقاومة الفلسطينية من جهة، ويُظهر انضباطًا محسوبًا في التعاطي مع تطورات الميدان بما يتماشى مع الجهود الدولية لتثبيت التهدئة، دون أن يُفقد اليمن قدرته على الردّ أو تأثيره في معادلة الردع الإقليمي.
