المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    المقاومة الفلسطينية تنفذ أحكام الإعدام بحق عملاء تورّطوا بالتعاون مع الاحتلال

    نفّذت المقاومة الفلسطينية في غزة، اليوم الاثنين، أحكام إعدام...

    المرتضى يجدد الاستعداد لصفقة شاملة للأسرى ويوجه انتقاداً للنظام السعودي

    جدد عبدالقادر المرتضى، رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في...

    قمة شرم الشيخ: المقاومة تفرض وقف الحرب من موقع القوة وتعلن هزيمة الاحتلال رغم محاولات واشنطن تسويق “سلام وهمي”

    عُقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية مساء الاثنين قمة شرم الشيخ للسلام لإنهاء الحرب على قطاع غزة، بمشاركة أكثر من واحد وثلاثين من قادة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتهم الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

    ترأّس القمة كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة بارزة من تركيا وقطر، حيث وُقّعت وثيقة شاملة تضمنت بنودًا أساسية أبرزها الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من داخل القطاع خلال أسبوعين، إضافة إلى تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية تحت إشراف أممي–عربي مشترك، تمهيدًا لإعادة إعمار غزة بإشراف لجنة دولية مقرها الدوحة.

    وفي كلمته، أعلن ترامب ما وصفه بـ “إنهاء حرب غزة” واعتبر الاتفاق “إنجازًا تاريخيًا للسلام في الشرق الأوسط”، موجّهًا شكره لقطر وتركيا ومصر على جهودهم في التوصل إلى الاتفاق. من جانبه أكد السيسي أن “من حق الشعب الفلسطيني أن ينعم بالحرية ويقرر مصيره”، مشددًا على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار القطاع.

    غير أن هذه التصريحات قوبلت بتشكيك واسع في الأوساط الفلسطينية والعربية، حيث اعتبر مراقبون أن واشنطن تحاول تسويق اتفاق الهزيمة الإسرائيلية على أنه مشروع سلام، في حين أن الواقع الميداني يؤكد أن المقاومة هي من فرضت وقف الحرب بقوة السلاح والصمود، لا بالضغوط السياسية.

    ففي غزة، أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس أنهما سلّمتا جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء إلى الصليب الأحمر الدولي ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، مؤكدة أن “العدو خرج من غزة مهزومًا بعدما فشل في تحقيق أي هدف عسكري أو سياسي رغم عامين من العدوان الوحشي والإبادة الجماعية”، وأضافت أن “اتفاق وقف الحرب هو ثمرة الدماء وليس منّة من أحد”.

    وفي المقابل، أعلنت سلطات الاحتلال استعدادها للإفراج عن أكثر من 1950 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 250 من أصحاب الأحكام المؤبدة، في أوسع عملية تبادل منذ صفقة شاليط عام 2011. مصادر ميدانية في غزة أكدت أن المقاومة “فاوَضت من موقع القوة بعد أن دمّرت 42 لواءً إسرائيليًا وأجبرت العدو على الانسحاب من معظم مناطق القطاع”.

    على الصعيد الدولي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “ترسيخ وقف إطلاق النار وتحويله إلى سلام دائم”، مشيرًا إلى بدء وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي كانت معزولة لأشهر. كما رحبت وكالة الأونروا بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وطالبت بالسماح بدخول المساعدات على نطاق واسع وفتح غزة أمام الصحفيين الدوليين.

    وفي صنعاء، بارك المكتب السياسي لأنصار الله للشعب الفلسطيني “تحرير دفعة كبيرة من الأسرى الذين قضوا سنين طويلة في سجون العدو ظلماً وعدواناً”، مؤكدًا أن هذا النصر “هو ثمرة الصمود والمقاومة التي كسرت جبروت الاحتلال”.

    هكذا، وبينما تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها تصوير ما جرى في شرم الشيخ على أنه اتفاق سلام تاريخي، يرى المراقبون أن ما حدث هو إعلان رسمي لهزيمة الاحتلال وانتصار إرادة المقاومة الفلسطينية التي فرضت شروطها من موقع القوة، لتفتح مرحلة جديدة عنوانها التحرير والبناء على طريق النصر الكامل.

    spot_imgspot_img