وجّه القائم بأعمال رئيس حكومة صنعاء، محمد مفتاح، تحذيرًا شديد اللهجة إلى من وصفهم بـ“عملاء الصهاينة” من المجندين في صفوف الفصائل الموالية للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، محذرًا من تكرار سيناريو الخيانة الذي تشهده غزة اليوم.
وفي تصريحاتٍ سياسيةٍ حملت أبعادًا عسكرية واستراتيجية، قال مفتاح: “ندعو من يعمل لخدمة المشروع الصهيوني أن يعود إلى الحق، ونمد أيدينا للحوار والتفاهم بعيدًا عن أي إملاء خارجي”، في إشارةٍ إلى استعداد حكومة صنعاء لفتح باب الحوار الوطني شريطة أن يكون بعيدًا عن الوصاية الأجنبية والتبعية السياسية.
وأضاف موجهًا خطابه مباشرة إلى من أسماهم “عملاء الصهاينة”: “راجعوا أنفسكم فبلدنا يتسع للجميع، وإذا أصريتم أن تكونوا أذلاء وخدامًا للصهيونية فستفقدون الاتصال بهم، ولكم في خونة غزة عبرة”، وهي رسالةٌ قرأها المراقبون على أنها تحذيرٌ مزدوج: سياسيٌّ لمن ارتهن قراره للخارج، وعسكريٌّ لمن يظن أن ارتباطه بالقوى الإقليمية سيحميه من الحساب الداخلي.
جاءت هذه التصريحات في سياق إحياء ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر، حيث أكّد مفتاح أن الثورة اليوم “تتجدد في وجه الاستعمار بأشكاله القديمة والجديدة”، مضيفًا: “نقول للبريطاني لن تعود إلى اليمن مهما امتلكت مناصب وألقاب، فالشباب المؤمن الحر يتطلعون اليوم لثورة عارمة لاقتلاع الصهيونية بكل أشكالها من المنطقة”.
بهذا الخطاب، يرسّخ رئيس حكومة صنعاء معادلة سياسية جديدة، عنوانها رفض الخضوع لأي نفوذ خارجي، وتأكيد أن المعركة ضد الصهيونية ليست جغرافية فقط بل فكرية وسيادية، تربط بين غزة وصنعاء وبيروت في خندقٍ واحدٍ من الرفض والمواجهة.