المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صنعاء تحدد موعد تشييع الشهيد الغماري في موكب رسمي وشعبي مهيب

    أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن مراسيم التشييع الشعبي والرسمي...

    لماذا التصهين اللا شعوري أخطر من التصهين الشعوري؟

    تنبع خطورة التصهين اللا شعوري من كونه خفياً ومستتراً...

    يقاتلون فيقتلون ويُقتلون

    ترجل الشهيد محمد عبدالكريم الغماري وهو يتحرك في إطار...

    يقاتلون فيقتلون ويُقتلون

    ترجل الشهيد محمد عبدالكريم الغماري وهو يتحرك في إطار التوجيهات الإلهية التي ألزمت الجميع بالتحرك ولم يستجب لها إلا قلة من خيار الناس من أمثال السيد هاشم وغيره من رجال الرجال في ميادين العزة والشرف.

    ولو تأملنا حال الوجود لرأينا أن الله قد حكم على عبيده بالموت والفناء فكلهم هالك ورحل عنها رغماً عنه، والسعداء فقط من كانوا يرجون لقاء الله فتحركوا طوعاً في سبيل الله وباعوا من الخالق أموالهم وأنفسهم بعد أن وثقوا بأن الحياة الأبدية لا تكون إلا في رحاب الله وعلى منهاج الأنبياء والصالحين، وقليل من يدرك هذه الحقيقة ومنهم الشهيد العظيم الغماري وإخوانه ممن تحركوا معه في طريق القدس في أعظم وأشرف معركة على مر التاريخ، وضد من أوجب الله جهادهم وكسر شوكتهم من أعدائه اليهود.

    ومن يعرفون الشهيد الغماري منذ أيام الحروب الأولى يعلمون كيف كان يتمنى أن ينتقل الصراع مع العدو الأساسي لله وللأمة بدلاً من قتال أوليائهم وأدواتهم من خونة الداخل والأعراب، وقد قضت مشيئة الله أن يتحقق له حلمه وأن يلقى الله شهيداً بعد سنوات من الجهاد والكفاح ضد الأذناب وأذناب الأذناب حتى تعمقت راية الجهاد اليمانية وأوغلت في تنكيلها بالعدو حتى صارت المعركة وجهاً لوجه مع العدو الإسرائيلي، وبات الجميع يدركون حقيقة الصراع الذي بدأ بصرخة من جبل مران فتكالبت عليها كل فئات الباطل لإسكاتها، وكان الفشل والموت نصيب أعداء الصرخة تباعاً حتى تسلم العدو الرئيسي راية الصراع، ليعلن للجميع أن كل من سقطوا في مواجهة المشروع القرآني إنما سقطوا على طريق الهيكل اليهودي، وأن الحق كل الحق تحت راية الأنصار بقيادة السيدين العظيمين من أبناء المولى الحجة بدرالدين الحوثي.

    والشهيد الغماري إنما أدرك هذه الحقيقة بفطرته السليمة فنذر حياته وموته لله وفي سبيله حتى خلده الله شهيداً وهو يقاتل على طريق القدس وبعد أن ألحق بالعدو الإسرائيلي النكايات الموجعة.

    ويكفي القائد الغماري شرفاً أن أعداءه هم نفسهم قتلة الأنبياء والمرسلين وأن الشامتين باستشهاده هم ذاتهم الغاضبون على مواجع الصهاينة، فالمعركة بين معسكرين لا أكثر، ومن ليس في صف الغماري فقد نذر حياته لخدمة المشروع اليهودي.

    أما عن الحزن على رحيله فهو كبير لكنه في سبيل الله ومصداق للعروة الوثقى التي أمرنا بها النبي الكريم صلوات الله عليه وآله عندما قال: “من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله”، ويشهد الله أن تحرك اليمانيين كلهم كان في سبيل الله تحت راية السيد عبدالملك حفظه الله، ولا يتخلف عن هذا التحرك إلا خائن أو منافق أو عميل، وهؤلاء قد نذروا حياتهم ليكونوا أرخص مرتزقة في العالم بحسب توصيف الغربيين أنفسهم.

    وللعلم، فإن معركتنا بقيادة السيد هي معركة جده رسول الله صلى الله عليه وآله، وشواهد الواقع كثيرة وأولها أن التحرك الآخر ينتهي بولاية العدو الصهيوني نفسه، ولا سبيل للنجاة في هذا العصر إلا بالتولي الصحيح لله ورسوله وآل البيت وعلى المنهج القرآني الصحيح حيث لا منهج آخر قد يرفع الأمة من واقعها المؤلم والمرير ولنا في إهانة ترامب للأعراب خير مثال على مدى همجية العدو ونظرته لعملائه وكيف بالمقابل يرفع الله اليمانيين باستجابتهم لمنهجه ولقيادة أوليائه.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    spot_imgspot_img