المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    كيان العدو الإسرائيلي يجرّ القاهرة إلى مواجهة مع صنعاء في البحر الأحمر

    تزايدت المؤشرات على ضغوط يمارسها العدو الإسرائيلي على القاهرة،...

    الحصار اليمني يخنق كيان العدو: ميناء إيلات يستغيث وواشنطن والقاهرة عاجزتان

    يشهد ميناء إيلات التابع لـ كيان العدو الإسرائيلي أزمة...

    كيان العدو يواصل خروقاته في غزة: ثلاثة شهداء في حي التفاح واستهداف مدارس تؤوي نازحين

    تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار...

    تشييع مهيب للقائد الشهيد محمد عبد لكريم الغماري.. صنعاء تودع عقل اليمن العسكري وقائد “الفتح الموعود” الذي ارتقى على طريق القدس

    شهدت العاصمة صنعاء صباح اليوم الاثنين مشهدًا مهيبًا لتشييع الفريق الركن الشهيد محمد عبد الكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة في قوات صنعاء، الذي ارتقى أثناء أدائه واجبه الديني والوطني دفاعًا عن اليمن وغزّة، في غارةٍ أمريكية–إسرائيلية استهدفته أثناء قيادته لعمليات الإسناد.

    تدفقت جماهير غفيرة من مختلف المحافظات اليمنية إلى ميدان السبعين لتوديع القائد الذي ترك بصماتٍ خالدة في مسار المواجهة مع العدوان الأمريكي–الإسرائيلي، ومن قبله التحالف السعودي–الإماراتي. كان الميدان مكتظًا بعشرات الآلاف من اليمنيين الذين رفعوا صور الشهيد وشعارات الصمود والثبات، فيما تقدّمت الصفوف قيادات الدولة السياسية والعسكرية ووفود من القوى الوطنية والمجتمعية، في لوحة وطنية جامعة أكدت وحدة الموقف والإرادة في وجه العدوان والحصار.

    في مشهدية الوداع، بدا الغمّاري حاضرًا في كل الهتافات واللافتات والدموع؛ فهو القائد الذي أعاد بناء المؤسسة العسكرية من داخلها، وأسّس لمسار تطويري شامل شمل القدرات الصاروخية والطيران المسيّر والدفاع الجوي، حتى باتت القوات اليمنية قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة في العمقين السعودي والإسرائيلي، فارضًا بذلك معادلة ردع جديدة جعلت من اليمن قوةً إقليمية مؤثرة في معادلات الأمن البحري والعسكري والسياسي في المنطقة.

    وخلال فترة رئاسته لهيئة الأركان منذ عام 2016م، قاد الشهيد عملية تطوير شاملة للمنظومة القتالية في البر والبحر والجو، وأسهم في بناء غرفة عمليات موحدة أدارت معركة “الفتح الموعود” دفاعًا عن فلسطين وإسنادًا لغزة، عبر عشرات العمليات الصاروخية والبحرية الدقيقة التي أربكت العدو وأرهقته عسكريًا واستراتيجيًا.

    يؤكد رفاق الشهيد في المؤسسة العسكرية أن الغمّاري كان يؤمن بأن معركة التحرر واحدة، وأن نصرة فلسطين واجب ديني وأخلاقي وإنساني، وأن آخر مواقفه العملياتية كان إشرافه المباشر على العمليات اليمنية لإسناد المقاومة الفلسطينية حتى لحظة استشهاده.

    وفي مراسم التشييع، جدّد المشيعون العهد بمواصلة درب الشهيد الغمّاري في نصرة غزّة والدفاع عن سيادة اليمن واستقلاله، مؤكدين أن دماءه الطاهرة ستبقى منارة للأحرار ودافعًا لاستمرار معركة الكرامة حتى طرد المحتلين ورفع راية اليمن الحرة فوق كل شبر من أرضه.

    وتحوّل ميدان السبعين إلى ساحة وفاء وولاء لقائدٍ استثنائي وصفه اليمنيون بأنه “صانع معادلة الردع وباني القوة العسكرية الوطنية”، في مشهدٍ يجسد التلاحم الشعبي والعسكري ووحدة الموقف الوطني.

    وأكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين في كلمةٍ مؤثرة أن التعاون مع العدو الإسرائيلي والأمريكي يمثل ردةً عن الإسلام وخروجًا عن صف الأمة، داعيًا إلى الإبلاغ عن كل من يتورط في خيانة الوطن، ومشدّدًا على أن “السكوت عن المجرمين والمتواطئين خيانة دينية ووطنية”.

    وختم المفتي كلمته بالدعاء للشهيد الغمّاري ورفاقه بالرحمة والقبول في عليين، مؤكداً أن دماء الشهداء ستظل منارة تهدي الأحرار في طريق التحرر والكرامة حتى يتحقق وعد الله بالنصر.

    من جهته، قال القائم بأعمال رئيس الوزراء في حكومة الإنقاذ محمد مفتاح إن تشييع الغمّاري يمثل إعلان وفاءٍ لقائدٍ صنع معادلة الردع والانتصار، مضيفاً:

    “نودّع اليوم رجلاً من كبار عظماء هذه الأمة، تميّز بصفاء النية وصدق الإخلاص وسمو الهدف. كان الشهيد الغمّاري في مقدمة الميدان قائداً ومجاهداً لا يتأخر عن واجب ولا يتوانى عن عطاء”.

    وأكد مفتاح أن الشهيد كان من أبرز مهندسي الهيكل العسكري الجديد وأسهم في رفع كفاءة القوات اليمنية وإرساء منهجية عقائدية جهادية جعلت من المؤسسة العسكرية ركيزة صلبة للصمود والانتصار، مضيفًا أن “الشهيد الغمّاري كان حجر الزاوية في هذه الملحمة الإيمانية الكبرى التي يخوضها شعبنا في وجه تحالف الشر العالمي”.

    واختتمت المراسم بدعواتٍ جماهيريةٍ إلى الوفاء لدماء الشهداء والمضيّ على دربهم، مؤكدين أن “اليمن اليوم أقوى ببركة تضحياتهم، وأن دماء الغمّاري ورفاقه ستظل وقودًا لمعركة التحرر حتى النصر الكامل.”

    spot_imgspot_img