تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذ استشهد ثلاثة فلسطينيين صباح اليوم في حي التفاح شرق مدينة غزة، بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليهم أثناء عودتهم لتفقد منازلهم المدمّرة في منطقة الشعف، بحسب مصدر طبي في المستشفى المعمداني.
وأكد الدفاع المدني في قطاع غزة أن جيش الاحتلال انتهك الهدنة بقصفه مناطق متفرقة في وسط القطاع وخان يونس ورفح، مشيراً إلى أن القصف طال مدارس ومراكز إيواء للنازحين، في تصعيد جديد فاقم من الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني.
وقال مستشفى العودة في بيان إن طواقمه استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أربعةً وعشرين شهيداً و74 مصاباً، جراء غارات استهدفت مخيمات النصيرات والبريج وسط القطاع، في خرق واضح للاتفاق الذي أُبرم لوقف الحرب.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر فلسطينية أن اتصالات مكثفة يجريها الوسطاء الإقليميون والدوليون نجحت مؤقتاً في تثبيت التهدئة، فيما تستمر المشاورات لوضع آلية ملزمة تضمن منع تكرار الخروق الإسرائيلية في المستقبل.
أما جيش الاحتلال فقد برّر عملياته الأخيرة بالقول إن قواته “تتعامل مع تهديدات مباشرة”، زاعماً أنه أطلق النار على “مجموعتي مسلحين” تجاوزتا الخط الفاصل في الشجاعية، وهو ما تنفيه مصادر فلسطينية، مؤكدة أن القصف استهدف مدنيين عُزّل.
وفي ظل استمرار العدوان، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في خان يونس، حيث أعلنت البلدية أن نحو 75% من شبكات المياه والصرف الصحي دُمّرت بالكامل، موضحة أن أكثر من 300 كيلومتر من شبكة المياه و220 كيلومتراً من الصرف الصحي خرجت عن الخدمة، في وقت لم تدخل أي آليات جديدة منذ عام 2007 بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وفي سياق متصل، دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إلى توفير جرافات وآليات ثقيلة بشكل عاجل للمساعدة في إزالة الركام وانتشال الضحايا، مشدداً على أن حجم الدمار يتجاوز إمكانات المؤسسات المحلية.
بدوره، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالالتزام التام باتفاق وقف إطلاق النار، ودعا إلى فتح جميع المعابر الإنسانية وإلى دور أوروبي في دعم قوة شرطة فلسطينية لضمان الأمن والاستقرار في القطاع.
وفي هذا الإطار، أفادت مصادر ميدانية بأن قوات الاحتلال أعادت اليوم فتح معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد أن كانت قد أغلقت أمس عقب القصف الإسرائيلي الواسع، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتخفيف الضغط الدولي.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار أنهى حرباً وُصفت بأنها الأعنف والأكثر دموية في تاريخ غزة، إذ خلّفت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 68 ألف شهيد و170 ألف مصاب، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما دُمّرت 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع.