كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن قلق متزايد داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب من احتمال انسحاب رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في وقت تبذل فيه واشنطن جهودًا مكثفة للحفاظ على الهدنة ومنع تجدد الحرب.
وذكرت الصحيفة أن نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، إلى جانب مبعوثَي ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، يقودون تحركات دبلوماسية لثني نتنياهو عن استئناف العمليات العسكرية، وسط مؤشرات على تصاعد التوتر داخل الائتلاف الحكومي في تل أبيب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن ترامب “يعتقد أن قادة حركة حماس ملتزمون بالتفاوض بحسن نية”، مشيرًا إلى أن الهجوم الأخير على الجنود الإسرائيليين “نُفذ من قبل عناصر متمردة لا تمثل القيادة الرسمية لحماس”. وأضاف المصدر أن ترامب يرى أن هناك “تمردًا داخليًا في الحركة”، لكنه في الوقت نفسه أكد أن واشنطن ستمنح كيان العدو الضوء الأخضر للقضاء على حماس إذا خالفت الاتفاق.
وفي المقابل، واصل جيش الاحتلال غاراته على مناطق مختلفة من قطاع غزة، بزعم الرد على هجوم أودى بحياة جنديين وإصابة آخر، ما أثار مخاوف من انهيار الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفق خطة ترامب التي نصت على وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال، وتبادل للأسرى، وإدخال عاجل للمساعدات الإنسانية.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن ويتكوف وكوشنر يدركان أن “الوضع دقيق للغاية، وأي خطأ من أحد الطرفين قد يؤدي لانهيار الاتفاق بالكامل”.
وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة واشنطن بوست أن نائب الرئيس الأميركي سيزور كيان العدو قريبًا لبحث المرحلة التالية من خطة وقف إطلاق النار، والتي تتضمن نشر قوة متعددة الجنسيات في القطاع ونزع سلاح حماس.
أما القناة 12 العبرية، فأكدت أن ويتكوف وكوشنر أبلغا نتنياهو أن بإمكانه “الدفاع عن نفسه دون الإضرار باتفاق غزة”، في محاولة لتخفيف الضغط السياسي الداخلي عليه دون تفجير الاتفاق الذي تراهن عليه واشنطن لإنهاء الحرب وإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة.
