كشف الخبير في الشؤون الاقتصادية رشيد الحداد أن الحظر البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر ألحق بـكيان العدو الصهيوني خسائر فادحة تتجاوز 30 مليار دولار، مشيراً إلى أن القرار لم يكن استعراضاً عسكرياً بل خطوة أخلاقية وإنسانية تهدف إلى منع السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى الكيان من المرور عبر البحر الأحمر حتى رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأوضح الحداد أن ما يسمى بـ“وقف إطلاق النار” الذي أعلنته بعض الأطراف الداعمة للكيان لم يُترجم فعلياً على الأرض، حيث لا تزال المساعدات الغذائية والإنسانية الأساسية ممنوعة من الدخول إلى قطاع غزة، ما يجعل الحصار اليمني موقفاً إنسانياً ثابتاً لا يمكن التراجع عنه.
وقال إن هذا الحظر “جاء ليؤكد أن المعادلة الأخلاقية أقوى من الحسابات السياسية، وإن اليمن لن يرفع الحصار عن السفن الإسرائيلية ما دام شعب غزة محاصراً ويُقتل جوعاً”.
وأشار الحداد إلى أن الحصار اليمني تسبب بـشلل شبه تام في حركة الصادرات والواردات الإسرائيلية عبر باب المندب والبحر الأحمر، ما اضطر السفن إلى استخدام مسارات بديلة طويلة ومكلفة عبر رأس الرجاء الصالح، وهو ما انعكس سلباً على الاقتصاد العالمي، وخصوصاً على الأسواق الأوروبية والآسيوية.
وأضاف أن الإعلام العبري بدأ يُعبّر عن حالة من القلق والتخبط داخل حكومة الاحتلال، وأن بعض الصحف الصهيونية دعت إلى “رد عسكري ضد اليمن” بعد فشلها في كسر الحصار.
وأكد الخبير الاقتصادي أن الحظر اليمني شمل مختلف أنواع الإمدادات التي كانت تصل إلى الكيان، من المنتجات الزراعية والحيوانية القادمة من أستراليا، إلى السلع الصينية والهندية التي كانت ترفد أسواقه بما قيمته أكثر من عشرة مليارات دولار سنوياً، مشيراً إلى أن هذه العمليات لن تتوقف حتى رفع الحصار عن غزة بالكامل.
وأوضح الحداد أن القرار يمني خالص ومستقل، وأن القوات المسلحة اليمنية تتحمل مسؤولية أمن البحر الأحمر وفق القوانين الدولية، مشدداً على أن محاولات بعض الأطراف الإقليمية لجرّ مصر إلى هذا الملف تهدف فقط إلى التغطية على فشل المؤتمر الذي عُقد في الرياض لإيجاد مخرج للكيان وكسر الحصار الشعبي اليمني المستمر منذ عامين.
وأشار إلى أن الوجود الأميركي في البحر الأحمر مرتبط مباشرة بخدمة الكيان الصهيوني، وأن واشنطن تحاول الالتفاف على الحصار عبر العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية، لكنه أكد أن تلك التحركات لن تثني صنعاء عن موقفها الثابت.
وختم قائلاً: “أي تراجع عن الحصار سيكون مكافأة للمجرم الصهيوني على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وصنعاء تدرك أن ثباتها اليوم هو دفاع عن كرامة الأمة كلها”.