كشفت مصادر في المجلس الانتقالي الجنوبي، سلطة الأمر الواقع في جنوب اليمن، عن تفاصيل جديدة حول الهجوم الدامي الذي استهدف قواته في محافظة أبين، فجر الثلاثاء، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصره.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام تابعة للمجلس، فإن الهجوم استهدف مقرّ اللواء الأول دعم وإسناد داخل المجمع الحكومي في مديرية المحفد شرقي المحافظة، ونفذته عناصر يشتبه بانتمائها إلى تنظيم القاعدة، باستخدام سيارتين مفخختين وعدد من الانتحاريين الذين هاجموا الموقع بعد التفجير الأول.
وأوضحت المصادر أن الانفجارين تبعهما اشتباك مباشر بين المهاجمين والقوات المتمركزة في المقر، ما أدى إلى مقتل نحو 12 شخصاً، بينهم أربعة من عناصر الانتقالي، فيما قُتل ثمانية من المهاجمين الذين وصفتهم وسائل إعلام المجلس بـ”الانغماسيين“، في إشارة إلى منفذي الهجوم المباشر بعد التفجيرات.
حتى لحظة كتابة التقرير، لم تتبنَّ أي جهة رسمياً المسؤولية عن الهجوم، غير أن أصابع الاتهام وُجهت إلى تنظيم القاعدة الذي كثّف نشاطه مؤخراً في المناطق الجبلية الوعرة شرق أبين، حيث تشهد المنطقة مواجهات متقطعة منذ سنوات بين قوات الانتقالي ومجموعات مسلحة محلية، بعضها يُتهم بالولاء للقاعدة، وأخرى قبلية أو محسوبة على أطراف سياسية داخل المحافظة.
لكن هذه الرواية، كما تقول مصادر محلية، تواجه شكوكاً متزايدة في أوساط الناشطين والسكان، الذين تداولوا روايات مختلفة عمّا جرى.
فقد اعتبر ناشطون من أبناء أبين أن ما حدث ليس عملية إرهابية خالصة كما يروّج له “الانتقالي”، بل عملية “تصفية حسابات” داخلية بين الفصائل الموالية للتحالف، في ظل تصاعد الصراع بين تيار الرئيس الأسبق عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وأشار هؤلاء إلى أن تضخيم المجلس للحادثة يدخل ضمن محاولاته لتبرير حملة أمنية جديدة ضد أبناء المحافظة، الذين قالوا إنهم يدفعون ثمن النزاعات المناطقية منذ سيطرة “الانتقالي” على عدن وسقوط حكومة هادي.
وتشهد محافظة أبين منذ أشهر انقساماً غير مسبوقاً، تفاقم مع تنظيم عرضين عسكريين متقابلين مؤخراً: أحدهما لقوات “الانتقالي” رُفع فيه علم الانفصال، والآخر لقوات موالية لهادي رفعت علم الوحدة، في مشهد يعكس عمق التمزق داخل معسكر التحالف.
أما منطقة المحفد، التي وقعت فيها التفجيرات، فهي بدورها ساحة تقاطع نفوذ بين فصائل مسلحة متعددة، بعضها قبلي وأخرى تابعة لأطراف سياسية وإقليمية مختلفة، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق اضطراباً في الجنوب.