أقدم العدو الإسرائيلي، اليوم الخميس، على تصعيد عدواني واسع على لبنان هو الأشد منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته أطراف إقليمية ودولية قبل أشهر.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن الضربات طالت أكثر من 16 هدفًا في جنوب البلاد وشمالها، فيما ذكرت القناة الثانية عشرة أن نحو خمس مقاتلات شاركت في الغارات الأخيرة، وتداولت منصات إسرائيلية مزاعم عن “تنسيق مع الجيش اللبناني”.
وتركّزت الضربات على منطقة البقاع جنوبي البلاد، وأظهرت مقاطع مصوّرة أعمدة نيران كثيفة ودويّ انفجارات قوية، في حين تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن إجلاء مصابين وشهداء.
وتُعدّ هذه الجولة الأعنف وفق التوصيف الرسمي اللبناني، وتأتي عقب تهديدات المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان، توم بارك، الذي لوّح بـ“خيارين للبنان: نزع سلاح المقاومة أو الحرب”، بالتزامن مع إعادة تحريك ملف سلاح حزب الله.
وجدد رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، تمسّكه بـ“نزع سلاح المقاومة قبل نهاية العام الجاري”، وهي خطة مرفوضة من قوى لبنانية وازنة. وتزامنت تصريحاته مع لقاء جمع رئيس البرلمان، نبيه بري، برئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، الجنرال الأمريكي جوزيف كليرفيلد، فيما أكّد الرئيس اللبناني التعويل على لجنة الرقابة لكبح التصعيد، مشيرًا إلى أن “لبنان لا يريد العودة إلى الحرب”.
ويأتي ذلك وسط ضغوط متزايدة على لبنان للانضمام إلى اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وهو ما لم يُخفه المبعوث الأمريكي في أحدث تصريحاته، مقابل رفض قاطع من قوى لبنانية تعتبره إخضاعًا للبلاد وتهديدًا لخياراتها السيادية.