المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    4 شهداء اثر عدوان إسرائيلي جديد على لبنان والأخير يطالب بتفعيل لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار

    شهد الجنوب اللبناني ومناطقه الشرقية، مساء اليوم الخميس، تصعيدًا...

    اللواء الغماري.. من دراسة الفيزياء إلى إصلاح الصواريخ وقيادة معركة الدفاع عن اليمن

    روى وكيل وزارة الإعلام لقطاع السياسات والمحتوى الدكتور أحمد...

    رفض إقامة مباريات دوري السلة الأوروبي مجددًا في إسرائيل

    أعلن ناديا فنربخشة وأناضولو إيفيس التركيان، اليوم الخميس، رفضهما...

    رئيس البرازيل الثمانيني يعلن الترشح لولاية رابعة: لا زلت أمتلك طاقة الشباب

    أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم...

    جدعون ليفي في هآرتس: إسرائيل تتفاخر بساديتها وتعذيبها للأسرى الفلسطينيين

    في مقال صادم نشرته صحيفة هآرتس العبرية، اتّهم الكاتب...

    سقوط محتمل للعاصمة: احتجاجات غاضبة ضد الميليشيا رغم القمع بإطلاق نار في الشوارع واشتباكات دامية مع إعلان تشكيل “مقاومة وطنية جديدة” (تفاصيل على فَوْهة بُركان)

    تغرق المناطق الخاضعة لسيطرة ما تُعرف بـ حكومة المرتزقة وفصائلها الموالية للتحالف في فوضى عارمة وانهيار شامل للأمن والخدمات، وسط تصاعد الغضب الشعبي والاحتجاجات الدامية التي تهدد بسقوط العاصمة المؤقتة عدن، وامتداد شرارة الانفجار إلى محافظات الجنوب كافة.

    في عدن، التي يتخذها التحالف عاصمة مؤقتة ومقراً للحكومة الموالية له، تتواصل التظاهرات الغاضبة لليوم الثالث على التوالي احتجاجًا على الانقطاع المتكرر للكهرباء والغلاء الفاحش. وشهدت مديريات عدة أبرزها خور مكسر – المعقل الأبرز للمجلس الانتقالي – قطعًا للشوارع وإحراقًا للإطارات بعد تجاوز ساعات انقطاع التيار حاجز الخمسين ساعة متواصلة.

    وأظهرت مقاطع مصوّرة تداولها ناشطون عناصر من فصائل الانتقالي تطلق النار من أسلحة متوسطة في قلب الأحياء السكنية لمحاولة تفريق المحتجين، في مشهد أثار صدمة السكان وأكد حجم الانفلات الأمني واستخدام القوة المفرطة لقمع الغضب الشعبي.

    مصادر محلية تحدثت عن أن المجلس الانتقالي فشل في إيجاد أي حلول حقيقية لأزمة الكهرباء والخدمات، مكتفيًا بـ إعادة التيار مؤقتًا لساعات محدودة كـ”جرعة مهدئة” لمناطق مختارة، بينما المدينة تغلي على وقع ارتفاع الأسعار وانعدام الوقود وازدياد أعداد المحتجين في شوارعها يوماً بعد آخر.

    وفي محافظة شبوة، اندلعت اشتباكات قبلية عنيفة بين مسلحين من قبيلتي المرازيق والعوالق في مدينة عتق، أدت إلى سقوط عدد من الجرحى وإغلاق الأسواق والمحال التجارية. وشهدت المحافظة الغنية بالنفط فشلًا أمنيًا ذريعًا في احتواء الصراع القبلي المتجدد، وسط غياب تام للأجهزة الأمنية وانسحاب فصائل الانتقالي من مواقعها الحساسة.

    أما في محافظة أبين، فقد تبنّى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تنفيذ هجوم دموي على مقر اللواء الأول دعم وإسناد التابع للانتقالي في مديرية المحفد، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 17 جنديًا وإصابة آخرين. ونشر التنظيم صور منفذي الهجوم، مؤكدًا أن العملية نُفذت بواسطة انتحاري وثلاثة “انغماسيين”، في تأكيد على عودة التنظيم الإرهابي إلى النشاط العلني في مناطق سيطرة التحالف.

    تزامنت هذه التطورات مع تصاعد التوتر بين السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي إثر زيارة رئيسه عيدروس الزبيدي إلى موسكو، وما تلاها من ضغوط سعودية لإجباره على توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن. وأشارت مصادر سياسية إلى أن السعودية تحاول تقليص نفوذ الانتقالي لصالح فصائل أكثر ولاءً لها، فيما ترى الإمارات أن تلك التحركات تهدد مصالحها في الجنوب.

    وفي خضم هذا المشهد المتفجر، أعلن تكتل جديد يُعرف باسم “المقاومة الوطنية الجنوبية” عن نفسه رسميًا، في بيان أصدره القيادي عادل الحسني، دعا فيه أبناء المحافظات الجنوبية إلى الابتعاد عن مواقع التحالف والفصائل التابعة له، معتبرًا إياها أهدافًا مشروعة. ويقود التكتل العسكري الجديد العميد أمجد خالد، أحد أبرز المطلوبين لقوات الانتقالي، والمتمركز حاليًا في مناطق تابعة لحزب الإصلاح في ريف تعز، ما يعكس بداية مرحلة مواجهة مفتوحة بين فصائل الجنوب.

    ويرى مراقبون أن الجنوب يقف اليوم على حافة انهيار أمني وسياسي شامل، مع تنامي الغضب الشعبي واتساع رقعة الصدامات المسلحة، وسط فشل التحالف في إدارة المناطق التي يسيطر عليها وتآكل شرعية القوى الموالية له.

    في المحصلة، تبدو عدن والمدن الجنوبية على فوهة بركان متفجر، تتقاذفها الصراعات الداخلية، وانهيار الخدمات، وعودة التنظيمات المسلحة إلى الواجهة، في ظل صمت حكومة المرتزقة التي فقدت السيطرة على الأرض، واكتفت بتبادل الاتهامات من عواصم الخارج.

    spot_imgspot_img