كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن المجلس الانتقالي الجنوبي يواجه انتقادات يمنية حادة وغضبًا شعبيًا واسعًا عقب تصريحاته الأخيرة التي ألمح فيها رئيسه، عيدروس الزبيدي، إلى الاستعداد لتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي في حال إقامة دولة جنوبية مستقلة، معتبراً ذلك طريقًا للحصول على اعتراف دولي.
وأوضح الموقع أن هذه التصريحات أثارت عاصفة غضب غير مسبوقة بين اليمنيين على اختلاف توجهاتهم السياسية شمالًا وجنوبًا، إذ رأى كثيرون أن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل في وقت ترتكب فيه مجازر بحق أبناء غزة “خيانة وطنية وأخلاقية”، خصوصًا وأن اليمنيين يخرجون منذ أكثر من عامين في مسيرات حاشدة نصرةً لغزة ورفضًا للعدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 68 ألف مدني، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وأضاف الموقع أن نشطاء وسياسيين يمنيين أكدوا أن المجلس الانتقالي لا يمثل إرادة أبناء الجنوب، مشيرين إلى أن السعودية والإمارات فرضت هذا الكيان بالقوة السياسية والعسكرية دون مراعاة للرأي العام الجنوبي، وأن قياداته تبحث عن مصالحها الخاصة على حساب القضية الوطنية.
ونقل الموقع عن عبد الكريم السعدي، أحد قيادات الحراك الجنوبي، قوله إن المجلس الانتقالي “نتاج وصاية خارجية” لا يمتلك شرعية تمثيل الجنوب، فيما وصف السياسي صدام الحريبي مساعي المجلس للتطبيع بأنها “محاولة يائسة” لن تُجدي نفعًا، مؤكدًا أن “إسرائيل لن تقدم أي دعم حقيقي للانفصاليين، وستتخلى عنهم بمجرد انتهاء الحاجة إليهم”.
وأشار “ميدل إيست آي” إلى أن الإمارات تلعب دورًا مركزيًا في رعاية التحركات السياسية والعسكرية للمجلس الانتقالي، مذكّرًا بسيطرة مقاتلي المجلس على جزيرة سقطرى عام 2020 بدعم إماراتي، وتحولها لاحقًا إلى قاعدة نفوذ استخباري مشترك بين الإمارات وإسرائيل.
وكشف التقرير أن صور الأقمار الصناعية والتقارير الميدانية أظهرت قيام الإمارات ببناء وتوسيع قواعد عسكرية واستخباراتية في جزيرتي عبد الكوري وسمحة، بمشاركة إسرائيلية مباشرة، وأن ضباطًا إسرائيليين يتواجدون حاليًا على الأراضي اليمنية ضمن تلك الجزر، حيث نُصبت أنظمة رادار وأجهزة مراقبة متقدمة لمتابعة الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي.
وفي هذا السياق، قال عبد الجبار سالم، من محافظة حضرموت، إن “أي تطبيع مع إسرائيل يُنظر إليه على نطاق واسع في اليمن كقرار متهور ومخزٍ، وأن من يدعم سلوك إسرائيل الوحشي لا يمكن اعتباره شريكًا أو صديقًا”.
واختتم الموقع البريطاني تقريره بالتأكيد على أن محاولات المجلس الانتقالي لربط مصيره بالتطبيع مع إسرائيل تمثل “رهانًا خطيرًا على مشروع فقد شرعيته”، في وقت يتوحد فيه الشارع اليمني ضد العدوان على غزة، ويعتبر أن أي علاقة مع تل أبيب طعنة في قلب الهوية العربية والإسلامية.
