أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إدراجه هو وأفراد عائلته في قائمة العقوبات الأمريكية، مؤكدًا في موقف تحدٍّ صريح أنه لن يتراجع “خطوة واحدة” ولن يركع “تحت أي ظرف” أمام الضغوط التي تمارسها واشنطن.
وفي منشور له عبر منصة إكس، قال بيترو: “بالفعل تحقق تهديد بيرني مورينو، فقد أُدرجتُ أنا وزوجتي وأولادي على قائمة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)”، موضحًا أن محامي دفاعه في القضية سيكون داني كوفاليك من الولايات المتحدة.
وسخر الرئيس الكولومبي من القرار الأمريكي، واصفًا إياه بأنه “مفارقة تاريخية”، إذ يأتي بعد عقود من جهود بلاده في مكافحة الاتجار بالمخدرات، قائلاً: “لقد ساعدنا الولايات المتحدة كثيرًا في وقف تعاطي الكوكايين، ومع ذلك تتم معاقبتنا، يا لها من مفارقة”.
واختتم بيترو تصريحه بتأكيد عزيمته: “لن أتراجع خطوة واحدة، ولن أجثو على ركبتي أبداً”، في رسالة تحدٍّ مباشرة لواشنطن، مشيرًا إلى أن العقوبات لن تغير مواقفه السياسية أو الوطنية.
من جانبها، نشرت وزارة الخزانة الأمريكية بيانًا أكدت فيه إدراج الرئيس الكولومبي على قائمة العقوبات الخاصة بمكتب مراقبة الأصول الأجنبية، وبررت القرار بما وصفته “ارتفاعًا قياسيًا في إنتاج الكوكايين تحت حكمه”، بحسب تصريحات الوزير سكوت بيسينت.
ويأتي هذا التطور في سياق تصاعد التوتر بين بوغوتا وواشنطن خلال الأسابيع الماضية، بعدما وصف بيترو قيام القوات الأمريكية بتدمير قارب صيد داخل المياه الإقليمية الكولومبية في 16 سبتمبر الماضي بأنه “جريمة قتل وانتهاك صارخ للسيادة الوطنية”.
وردّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آنذاك بإعلان وقف جميع المساعدات المالية والإعانات الأمريكية لكولومبيا، مهددًا بأن بلاده ستتدخل مباشرة “لوقف إنتاج المخدرات إذا فشل بيترو في ذلك”.
ويُعد هذا التصعيد الأخطر في العلاقات بين البلدين منذ عقود، إذ يرى مراقبون أن إدراج رئيس دولة حليفة على قائمة العقوبات الأمريكية يمثل سابقة دبلوماسية خطيرة ويعكس تدهورًا حادًا في العلاقات الثنائية بين بوغوتا وواشنطن.
