المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    تورط أمريكي – إماراتي في تجنيد “مرتزقة يمنيين” ونقلهم إلى غزة لخدمة الصهاينة

    كشف قيادي بارز في فصائل ما يُعرف بـ"المقاومة الجنوبية"،...

    فوضى الاحتلال ترفع تكاليف الشحن في ميناء عدن وتدفع الاقتصاد نحو الانهيار

    تشهد مدينة عدن المحتلة حالة من التدهور الاقتصادي غير...

    صوت من الغرب يكشف كيف علّمت غزة العالم معنى الصمود

    منذ أكثر من عامين، وغزة الجريحة تخوض أعتى معارك...

    الإيكونوميست البريطانية: الصين تكسب معركة ترامب التجارية وتعيد صياغة النظام الاقتصادي العالمي

    أكدت مجلة إيكونوميست البريطانية في تقرير موسّع أن الصين خرجت منتصرة في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، بعدما تمكنت من امتصاص الضغوط الأمريكية والرد بفاعلية تضاهي واشنطن، مشيرة إلى أن بكين باتت تعمل على إعادة رسم قواعد التجارة العالمية بما يخدم نموذجها الاقتصادي الصاعد.

    وبينما يستعد الرئيسان دونالد ترامب وشي جين بينغ للقاء محتمل في كوريا الجنوبية نهاية الأسبوع، في ظل توتر غير مسبوق بين أكبر اقتصادين في العالم، لفتت المجلة إلى أن الولايات المتحدة تواصل تشديد قيودها على تصدير التكنولوجيا، بينما تردّ الصين بفرض قيود على صادرات المعادن النادرة الحيوية للصناعات الأميركية، مما جعل المواجهة تدخل مرحلة إعادة تموضع إستراتيجية.

    تفوق تكتيكي صيني

    ترى إيكونوميست أن الصين أثبتت خلال الأشهر الستة الماضية قدرتها على الصمود الاقتصادي والتعامل الذكي مع الضغوط الأميركية، مشيرة إلى ثلاثة عوامل رئيسية وراء هذا التفوق:

    1. القدرة على امتصاص الضغط الأميركي والرد بالمثل:
      بعد فرض إدارة ترامب ما سمّته “رسوم يوم التحرير” في أبريل الماضي، تراجعت واشنطن عنها إثر هبوط أسواق وول ستريت، كما تراجع ترامب عن فرض رسوم بنسبة 100% على الواردات الصينية عقب رد بكين بفرض قيود على المعادن النادرة.
      وتقول المجلة إن هذه التراجعات كشفت عن تردد ترامب المزمن، مؤكدة أن الإجراءات القصوى ضد الصين أضرّت بالاقتصاد الأميركي أكثر مما أوجع بكين.

    2. تنويع الأسواق وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة:
      رغم تراجع الصادرات الصينية إلى أميركا بنسبة 27%، ارتفعت إجمالي صادرات الصين بأكثر من 8% حتى سبتمبر الماضي، ما يعكس نجاحها في تنويع أسواقها.
      كما عززت بكين موقعها في سلاسل التوريد العالمية، لتصبح حلقة لا يمكن الاستغناء عنها في الاقتصاد الدولي.

    3. استخدام أدوات غير تقليدية في المواجهة:
      لجأت الصين إلى تسليح صادراتها من المعادن النادرة التي تُعد أساسية لصناعة التكنولوجيا الحديثة، وهددت بفتح تحقيقات احتكارية ضد شركات أميركية كبرى مثل “غوغل” و“كوالكوم” و“إنفيديا”، ما أدى إلى إرباك الأسواق الأميركية وضرب نقاط ضعفها الحساسة.

    تحوّل إستراتيجي في بكين

    تضيف إيكونوميست أن الحرب التجارية عززت موقع الحزب الشيوعي الصيني ومنحت الرئيس شي جين بينغ مبرراً لتسريع مشروعه القومي الصناعي الهادف إلى بناء قوة تكنولوجية مستقلة عن الغرب.

    وترى المجلة أن “تنمر ترامب” جعل الصينيين يلتفون حول قيادتهم، معتبرين أن الاعتماد على الذات في التكنولوجيا والصناعة هو الردّ الأنسب على العدوان الاقتصادي الأمريكي.
    ومن المتوقع أن يكرّس الاجتماع القيادي للحزب هذا الأسبوع خطة خمسية جديدة تعزز التوجه الصناعي الذكي وتعمّق السيطرة المركزية على مفاصل الاقتصاد.

    نهاية وهم التجارة الحرة

    ورغم اعترافها بتفوّق الصين في المواجهة، تحذّر إيكونوميست من أن كلا القوتين تخسران في المدى الطويل، لأن تسليح الاقتصاد واستخدامه كسلاح سياسي يهدد النظام التجاري العالمي بأسره.
    وختمت المجلة بالقول إن “الصين قد تكون ربحت معركة ترامب، لكنها وواشنطن تخسران معاً معركة الحفاظ على نظام التجارة الحرة”، مشيرة إلى أن ما يحدث اليوم هو بداية عهد اقتصادي جديد تقوده الصين بثقة متزايدة وقواعد مختلفة.

    spot_imgspot_img