في ليلة ينتظرها عشاق كرة القدم حول العالم، يستعد ريال مدريد وبرشلونة لخوض الكلاسيكو الأول هذا الموسم، في مواجهة لا تقتصر على الصراع الكروي فحسب، بل تمتد لتكون الأغلى والأكثر بريقاً في تاريخ اللعبة.
المواجهة، التي تقام على ملعب سانتياغو برنابيو، الساعة 18:15 (السادسة مساءً) بتوقيت مكة المكرمة وحصريًا على beIN SPORTS 1، لا تمثل فقط قمة الجولة العاشرة من الدوري الإسباني، بل تشكل ملحمة كروية بين جيليْن من النجوم تتجاوز قيمتهم السوقية 1.48 مليار يورو، في ما يُوصف بأنه “كلاسيكو المليار ونصف”.
تبدو كل المؤشرات تشير إلى أن العالم سيشهد في كلاسيكو 2025، أغلى وأشرس مواجهة كروية في التاريخ الحديث.
كلاسيكو الذهب… أرقام خيالية وأسماء أسطورية
بحسب تقرير موقع “ترانسفيرماركت” الشهير، تُعد تشكيلة الفريقين الحالية الأغلى في تاريخ الكلاسيكو، حيث بلغ مجموع قيمتها السوقية 1.48 مليار يورو، تضم نخبة من أبرز نجوم العالم.
في المقدمة، يتصدر الفرنسي كيليان مبابي (180 مليون يورو) قائمة اللاعبين الأعلى قيمة، إلى جانب زميله في ريال مدريد فينيسيوس جونيور (200 مليون يورو) ونجم برشلونة الصاعد لامين يامال الذي تقدر قيمته أيضاً بـ200 مليون يورو.
وفي خط الوسط، يبرز الأسطورة ليونيل ميسي بقيمة بلغت 180 مليون يورو في ذروة مسيرته عام 2018، إلى جانب جود بيلينغهام (180 مليون يورو) وبيدري (140 مليون يورو).
أما الدفاع، فيضم كوكبة من الأسماء اللامعة مثل رافاييل فاران، جوردي ألبا، ترينت ألكسندر أرنولد، والحارس العملاق مارك أندريه تير شتيغن الذي وصلت قيمته إلى 90 مليون يورو عام 2019.
ورغم وفرة الأسماء التاريخية، غاب كريستيانو رونالدو عن القائمة، إذ بلغت أعلى قيمة سوقية له 120 مليون يورو فقط، ما يعكس تضخم الأسعار الهائل في الجيل الحالي مقارنة بجيل الأساطير.
الأجور الفلكية… مبابي يتصدر براتب يفوق 31 مليون يورو سنوياً
نشرت صحيفة “آس” الإسبانية قائمة اللاعبين الأعلى أجراً في الكلاسيكو، حيث يتصدرها الفرنسي كيليان مبابي براتب سنوي يتجاوز 31 مليون يورو، متقدماً على زميله دافيد ألابا (22.5 مليون) وهداف برشلونة روبرت ليفاندوفسكي (20.8 مليون).
وفي المراتب التالية، يظهر الثلاثي بيلينغهام، فينيسيوس جونيور، ودي يونغ برواتب تتراوح بين 19 و21 مليون يورو سنوياً، في حين يتقاضى لامين يامال ورافينيا وفالفيردي وأرنولد مبالغ تفوق 16 مليون يورو سنوياً.
هذه الأرقام تؤكد أن الكلاسيكو لم يعد مجرد مواجهة رياضية، بل صراع مالي وتسويقي على مستوى لا مثيل له في كرة القدم الحديثة.
لامين يامال يشعل الكلاسيكو قبل بدايته
زاد النجم الشاب لامين يامال (18 عاماً) من سخونة الأجواء قبل ساعات من انطلاق المباراة، بعدما نشر عبر حسابه في إنستغرام مقطع فيديو قال فيه:”تركت الخوف في ماتارو منذ زمن بعيد… الضغط الحقيقي ليس في الملعب بل في نظرات من آمنوا بي”.
وأضاف متحدّياً ريال مدريد:“من يخرج من حيّ روكافوندا لا يلعب من أجل الشهرة، بل من أجل مستقبله.”
وأرفق الفيديو بصور لمشجعين من ريال مدريد يوجهون له كلمات مستفزة، ليرد عليهم بثقة قائلاً إنه “سيسجل مجدداً في البرنابيو”، مشيراً إلى أنه سبق أن فعل ذلك في المواسم الماضية.
هذا التحدي الصريح أعاد إشعال التوتر التاريخي بين الغريمين، خاصة بعد تصريحات سابقة للنجم الشاب وصف فيها ريال مدريد بأنه “يسرق ثم يشتكي”، متوعداً بتكرار الفوز الكبير لبرشلونة في معقل الملكي كما حدث في الموسم الماضي (4-0).
كلاسيكو الهيمنة.. معركة على الصدارة والتاريخ
يدخل ريال مدريد اللقاء متصدراً جدول الليغا بـ24 نقطة، متقدماً بفارق نقطتين فقط عن برشلونة الثاني بـ22 نقطة، ما يجعل الكلاسيكو معركة مباشرة على القمة في وقت مبكر من الموسم.
وبينما يسعى الملكي لتأكيد تفوقه التاريخي في المواجهات المباشرة (106 انتصارات مقابل 104 لبرشلونة)، يطمح البلوغرانا إلى قلب الموازين وتحقيق فوزٍ معنوي يعيد الهيبة الكتالونية.
هذا ولم يعد الكلاسيكو مجرد مباراة بين ناديين، بل مسرحاً لتصادم القوى الاقتصادية والرياضية الكبرى في العالم. فكل هدف يُسجّل يحمل معه أرقاماً مالية، وكل تصدٍ أو تمريرة قد تُترجم إلى عقود دعائية بملايين الدولارات.
ورغم أن لغة المال باتت تطغى على كل شيء، فإن جاذبية الكلاسيكو تبقى في جوهرها نفسية وتاريخية — صراع كبرياء بين الأبيض والدموي، بين مدريد العاصمة وبرشلونة المتمردة.
