المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    واشنطن تكشف هشاشة قوتها البحرية.. أزمة الصواريخ الأمريكية تتفاقم بعد مواجهة اليمن

    كشف "موقع ميلتيري" الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية عن...

    ورد الآن.. إعلان بدء جولة “مفاوضات المرتبات” وصنعاء تشدد على سرعة تنفيذ خارطة الطريق بأولوية الملف الإنساني (بنود المفاوضات)

    استأنفت المفاوضات بين صنعاء والرياض، اليوم الأربعاء، وسط أجواء مشحونة وتصعيد سياسي غير مسبوق، وذلك بعد عامين من الجمود الدبلوماسي. وجاءت الجولة الجديدة من اللقاءات غير المباشرة في العاصمة العمانية مسقط، بمشاركة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الذي وصل قادمًا من السعودية، في محاولة لإحياء مسار التسوية المتعثر.

    وأكد رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبدالسلام، في تصريح رسمي، أنه التقى المبعوث الأممي لمناقشة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع السعودية بوساطة عمانية، موضحًا أن اللقاء ركّز على خطة خارطة الطريق الإنسانية والسياسية، وفي مقدمتها الاستحقاقات الإنسانية العاجلة، مثل صرف المرتبات، ورفع الحصار، وفتح المطارات والموانئ.

    وشدد عبدالسلام على أن صنعاء ترفض أي شكل من أشكال المماطلة أو التسويف في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مؤكدًا أن الملف الإنساني هو المدخل الحقيقي لأي مفاوضات جادة، وأن تجاهله أو الالتفاف عليه “لن يؤدي إلا إلى تعقيد المشهد وعودة التوتر”.

    وتعد هذه الجولة الأولى من نوعها منذ نحو عامين، بعدما ظلت الولايات المتحدة – بحسب مصادر دبلوماسية – تعرقل تنفيذ خارطة الطريق بذريعة وقف إسناد صنعاء للمقاومة في غزة، وهو ما اعتبرته صنعاء “تبريرًا سياسيًا مكشوفًا لتجميد مسار السلام وإطالة أمد المعاناة الإنسانية”.

    وتنص خارطة الطريق على ثلاث مراحل متدرجة: تبدأ بإجراءات إنسانية عاجلة تشمل صرف المرتبات من عائدات النفط والغاز، ورفع القيود على الموانئ والمطارات، ثم الانتقال إلى مفاوضات الحل الشامل، وصولًا إلى مرحلة تثبيت السلام والاستقرار الدائم في اليمن.

    وجاء استئناف المفاوضات بعد تصاعد التلويحات اليمنية بالتصعيد العسكري إذا استمرت السعودية في رفض تنفيذ التزامات ما بعد الهدنة، إذ تؤكد صنعاء أن الرياض تتنصل من الاتفاق وتستغل الغطاء الأممي لكسب الوقت.

    ولم يتضح بعد ما إذا كان التحرك السعودي مناورة سياسية جديدة أم مؤشرًا على جدية متأخرة، لكن توقيت استئناف المحادثات يتزامن مع تحركات دبلوماسية غربية مكثفة، خصوصًا من جانب بريطانيا والولايات المتحدة، في محاولة لمنع عودة الحرب إلى الواجهة، مع إدراك متزايد أن الاستقرار في اليمن بات شرطًا أساسيًا لأمن المنطقة بأكملها.

    ويرى مراقبون أن موقف صنعاء الواضح من أولوية الملف الإنساني يعكس إصرارًا على فصل الجوانب الإنسانية عن المساومات السياسية، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الشعبية في الداخل اليمني لإنهاء الحصار وصرف المرتبات، باعتبارها استحقاقات لا تقبل التأجيل ولا المساومة.

    spot_imgspot_img