كشف “موقع ميلتيري“ الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية عن أزمة غير مسبوقة تواجهها البحرية الأمريكية في إعادة ملء مخازنها من الصواريخ الدفاعية والهجومية، بعد الاستنزاف الهائل الذي تعرّضت له ترسانتها خلال المواجهات في البحر الأحمر ضد اليمن.
وأوضح التقرير أن العمليات العسكرية الأمريكية منذ أكتوبر 2023 وحتى يناير 2025 أدت إلى إطلاق مئات الصواريخ الدفاعية والهجومية بمعدل يفوق ما استخدمته البحرية الأمريكية خلال ثلاثة عقود منذ حرب الخليج الأولى، مشيرًا إلى أن هذا الاستنزاف كشف عن ثغرات خطيرة في القدرات اللوجستية والصناعية الأمريكية، خاصة في ظل استعداد واشنطن لاحتمال مواجهة قوى كبرى مثل الصين أو روسيا.
وبحسب التقرير، فقد أطلقت مجموعة حاملة الطائرات “دوايت دي أيزنهاور” وحدها 155 صاروخًا دفاعيًا و135 صاروخ كروز من طراز توماهوك خلال انتشارها في البحر الأحمر بين نوفمبر 2023 ويونيو 2024، ما أجبر عددًا من السفن على مغادرة المنطقة لفترات طويلة لإعادة التسلح، وفق تصريحات وزير البحرية الأمريكي كارلوس ديل تورو.
وأشار الموقع إلى أن القاعدة الصناعية الأمريكية تعاني من ضعف هيكلي حاد نتيجة الطلب المتقطع وغياب الحوافز للمصنعين لتوسيع خطوط الإنتاج، حيث يستغرق تصنيع صاروخ “توماهوك” أكثر من عامين بسبب نقص الموردين والمكونات المتخصصة.
كما حذّر التقرير من أن سلسلة التوريد الدفاعية الأمريكية أصبحت هشة ومرهقة، نتيجة اندماج الشركات وتقليص عدد المنتجين المحليين، مما أدى إلى اختناقات حادة في إنتاج محركات الصواريخ العاملة بالوقود الصلب، وهو ما يهدد بتراجع القدرة القتالية للأسطول الأمريكي في أي صراع طويل الأمد.
ولفت التقرير إلى أن المدمرات الحديثة من فئة “أرلي بيرك” غير قادرة على إعادة تحميل صواريخها في عرض البحر، الأمر الذي يجبرها على العودة إلى الموانئ لإعادة تجهيز أنظمة الإطلاق العمودي، ما يخرجها من الخدمة لأسابيع في حال اندلاع حرب واسعة النطاق.
وختم الموقع تحليله بالتأكيد على أن الولايات المتحدة تواجه خطراً استراتيجياً بالغاً بسبب النقص الحاد في مخزونها الصاروخي، في وقت تمتلك فيه خصومها – كالصين وروسيا – قدرات صناعية هائلة تسمح بإنتاج آلاف الصواريخ شهريًا، محذرًا من أن استنزاف الترسانة الأمريكية في البحر الأحمر أمام اليمن قد يكون جرس إنذار مبكر لانهيار الهيمنة العسكرية الأمريكية في حال نشوب صراع عالمي جديد.
