هل سيشهد هذا الجيل في الأمةِ العربيةِ والإسلاميةِ مرحلةَ قيامِ الصهاينةَ بهدمِ المسجدِ الأقصى وبنائهم هيكلَهم مكانَه؟ سؤالٌ حتميٌّ في وقوعِ الفاجعةِ إلا إذا… تقريبًا في تحديدِ أين يكون إلا لو؟ السؤالُ مفزعٌ والإجابةُ أكثرُ رُعبًا وترويعةً أمام حقائقَ ما يفعله اليهودُ وحقيقةَ أن المسلمينَ لا يفعلون شيئًا.
العقودُ الثمانونَ على نشوءِ كيانِ اليهودِ في فلسطينَ تنبئُ بأن النتيجةَ الوشيكةَ ـ الوقوعُ في غضونِ سنواتٍ ـ لن تكون إلا ما ظلت تسيرُ به الأسباب منذ ثمانينَ سنةً؛ أجيالٌ منها من شهدوا وقوعَ احتلالِه، ومنها من شهدوا إحراقَ منبرِه، ومنها من شهدوا اقتحاماتِ بِنته وباحاته، ومنها من شهدوا بدءَ الحفرياتِ تحتَ أساساته، ومنها من شهدوا تكريسَ التقسيمِ زمانيًا ومكانًا لحرماته.
تصاعد الانتهاكات وتهديدُ الأقصى
وأمامَ تصاعدِ الانتهاكاتِ الصهيونيةِ الصارخةِ للمسجدِ الأقصى ومجاهرتِهم بهدمِ بنائِه وعمارِتِه وإعلانِهم صراحةً ووقاحةً بتصوراتِ بناءِ هيكلِهم الثالث فوقَ رُكامِه وأنقاضِه، انخفضت وتيرةُ الاهتمامِ الرسميِّ العربيِّ والإسلاميِّ وبَرِدَت حرارةُ غضبِ الشعوبِ في نُصرتها، وسط تحذيراتَ مقدسيةٍ متزايدةٍ أن أقصى المسلمين آيلٌ للسقوطِ وبأن أجزاءً منه على شَكِّ انهيارٍ بفعلِ تسارعِ معاولِ اليهودِ وحثِّ سعيِهم لخرابِه.
تحذيرُ محافظةِ القدسِ الشريفِ
أصدرت محافظةُ القدسِ الشريفِ بيانًا حذّرت فيه من خطورةِ تحرُّكاتٍ علانيةٍ ومتسارعةٍ لجماعاتِ الهيكلِ المزعومِ، والتي باتت تتخذ طابعًا عمليًا منهجيًا يهدف إلى المساسِ المباشرِ بالمسجدِ الأقصى المباركِ وهدمِه وتغييرِ طابعهِ التاريخيِّ والدينيِّ.
وأكدت محافظةُ القدسِ في بيانٍ صحفيٍّ أن ما يُعرَضُ اليومَ من تجهيزاتٍ وطقوسٍ واستعداداتٍ في المسجدِ الأقصى لم يعد مجردَ حلمٍ دينيٍّ أو فكرةٍ خرافيةٍ، بل أصبح مشروعًا استعمارياً منظّمًا تديره وتدعمه جهاتٌ سياسيةٌ ودينيةٌ داخل منظومةِ الاحتلالِ الإسرائيلي، في مسعى خطيرٍ لفرضِ سيادةٍ تامةٍ على المسجدِ الأقصى وإحلالِ الهيكلِ المزعومِ مكانَه.
نشاطُ جماعاتِ الهيكلِ وتوثيقُ الاستعدادات
أشارت محافظةُ القدسِ إلى أن جماعاتِ الهيكلِ تكثفُ أنشطتَها وتحضيراتِها الميدانيةِ بشكلٍ علنيٍّ، ونشرت أخيرًا فيديوهاتٍ توثقُ استعداداتِها لبناءِ الهيكلِ المزعومِ في خطوةٍ خطيرةٍ تهدفُ إلى تهيئةِ الرأيِ العامِّ لتقبّلِ فكرةِ البناءِ على أنقاضِ المسجدِ الأقصى.
صرخةٌ في غيبوبةِ الأمةِ ونداءٌ للمقاومة
كلّ هذا أذانٌ للناس وبيانٌ وصرخةٌ مدويةٌ في واقعِ غيبوبةِ الأمةِ العربيةِ والإسلاميةِ الغارقةِ في لا موقفِها، المشغولةِ بسفاسفِها المصفَّدةِ بأغلالِ أنظمتِها. وفي ذلك كلّه حجةٌ من اللهِ بالغةٌ بأن الخطرَ قادمٌ وأن لا خلاصَ من المصيرِ الذي لم يعد يجهله نظامٌ ولا شعبٌ متنمٍّ لهذه الأمةِ إلا بمشروعِ المقاومةِ والجهادِ والمواجهةِ وبضمانةٍ إلهيةٍ مضافةٍ: نصرٌ قريبٌ وفتحٌ موعودٌ.
__
تقرير: وليد الوشلي
