في جريمة جديدة تضاف إلى سجل العدوان الإسرائيلي على لبنان، استشهد اليوم السبت شقيقان من بلدة شبعا إثر استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارتهما أثناء مرورها في قضاء راشيا شرقي البلاد، كما أصيب سبعة مدنيين آخرين في قصف مماثل استهدف مركبة بمدينة بنت جبيل جنوبي لبنان، في استمرارٍ واضحٍ للتصعيد العسكري الذي تشهده الحدود اللبنانية منذ أسابيع.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن المسيّرة الإسرائيلية أطلقت صاروخاً موجهاً نحو سيارة رباعية الدفع كانت تقل الشقيقين أثناء توجههما إلى بلدة عين عطا، ما أدى إلى اشتعال النيران في المركبة ومقتلهما على الفور، عند السفح الغربي لجبل الشيخ. ولم تُعرف بعد هوية الشهداء بالكامل نظراً لتفحم السيارة جراء الانفجار.
وفي حادث منفصل، استهدفت مسيّرة أخرى مركبة مدنية في بنت جبيل، ما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة. كما أفادت مراسلة الجزيرة بأن غارة إسرائيلية جديدة ضربت بلدة برعشيت جنوبي لبنان مساء اليوم، في وقتٍ تتواصل فيه الطلعات الجوية فوق القرى الجنوبية.
وخلال الساعات الماضية، أكدت الوكالة اللبنانية الرسمية أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف حفارة في بلدة بليدا، فيما اعتُبرت هذه الهجمات أوسع خرق للتهدئة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، ضمن تصعيد ممنهج يتجاوز كل الالتزامات الدولية.
وعلّق الرئيس اللبناني جوزيف عون على الغارات الأخيرة، واصفًا إياها بأنها “جريمة مكتملة الأركان وانتهاك صارخ للسيادة اللبنانية”، مؤكداً أن إسرائيل تعاقب لبنان كلما أبدى انفتاحًا على المسار الدبلوماسي أو التفاوضي.
من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن غاراته استهدفت “مواقع عسكرية تابعة لحزب الله”، في تبريرٍ متكررٍ للهجمات التي تطول مدنيين وبنى تحتية في الجنوب اللبناني.
ويأتي هذا التصعيد رغم مرور عام تقريبًا على اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، والذي خلّف أكثر من 4 آلاف شهيد و17 ألف جريح. ومنذ ذلك الحين، سجّلت الأجهزة اللبنانية آلاف الخروقات الإسرائيلية التي شملت غارات، وتحليقاً مكثفاً للطيران الحربي، واستمرار احتلال خمس تلال لبنانية إلى جانب أراضٍ أخرى تسيطر عليها إسرائيل منذ عقود.
ويرى مراقبون أن العمليات الإسرائيلية الأخيرة تهدف إلى جرّ لبنان إلى مواجهة مفتوحة في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، فيما يصرّ حزب الله على أن أي اعتداء على المدنيين أو خرق للسيادة سيُقابل بردٍّ محسوبٍ وموجع، مؤكداً أن الردع المتبادل هو الضمانة الوحيدة لوقف العدوان.
