في تأكيد جديد على الحضور الفاعل لليمن في محور المقاومة ودعم القضية الفلسطينية، شهدت الجلسات الأخيرة للمؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت ومواقف شخصيات سياسية عربية بارزة موجة إشادات واسعة بمواقف صنعاء الثابتة تجاه العدوان الصهيوني، وبدورها الريادي في إسناد المقاومة الفلسطينية خلال العامين الماضيين.
خلال كلمته أمام المؤتمر القومي العربي، أشاد الأمين العام للمؤتمر، حمدين صباحي، بالدعم الذي تقدمه جبهات الإسناد لغزة، وفي مقدمتها اليمن ولبنان، مؤكداً أن “المعركة القادمة ستلعب دوراً لا يقل أهمية عن دور السلاح”، في إشارة إلى البعد الثقافي والإعلامي والفكري في مواجهة المشروع الصهيوني.
وقال صباحي: “تحياتي لشعوبنا المكافحة من غزة إلى لبنان واليمن، ونحن فخورون بوجود قادةٍ استشهدوا من أجل فلسطين”، مضيفاً أن المؤتمر القومي العربي “ينتمي إلى أمة مقاومة بطبيعتها؛ فلا يمكن أن تكون عربية دون مقاومة”.
وأوضح أن صراع الأمة اليوم هو صراع حضاري شامل، وأن “عندما تمتلك الأمة قدراتها تكون قادرة على حسم المعركة حتى بدون سلاح”، مشدداً على أن “مستقبل الأمة مرهون بوجود شعبها في المواجهة، وإذا كان الشعب حاضراً فذلك يقربنا من تحرير فلسطين”.
وجاءت هذه التصريحات في سياق إجماع عربي متصاعد على أهمية الدور اليمني في كسر الحصار عن غزة ودعم المقاومة المسلحة والسياسية على السواء، خاصة بعد أن فرضت عمليات صنعاء البحرية والجوية معادلات ردع جديدة أربكت تل أبيب وأظهرت هشاشة المنظومات الغربية أمام إرادة الشعوب الحرة.
وفي السياق نفسه، أشاد المرشح النيابي الأردني السابق والناشط السياسي عدي عبد الرزاق، بالدور اليمني في دعم القضية الفلسطينية، واصفاً إياه بأنه “شكل نقطة تحول في الصراع العربي الصهيوني”.
وفي حديثه لصحيفة عرب جورنال، قال عبد الرزاق: “نتوجه بالشكر والعرفان إلى الشعب اليمني العظيم الذي كان له الأثر الكبير في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة”، مشيراً إلى أن الدعم اليمني استمر لعامين كاملين رغم الاعتداءات والضغوط، وهو ما تسبب بأزمات اقتصادية وأمنية حقيقية داخل الكيان الصهيوني، بحسب تقارير إسرائيلية رسمية.
وأكد السياسي الأردني أن إسناد صنعاء للمقاومة ساهم بشكل مباشر في تعزيز صمودها وتقوية موقفها التفاوضي، لافتاً إلى أن “الإمبريالية الأمريكية فشلت في فرض هيمنتها بعد المواجهة مع اليمن في البحر الأحمر، حيث تغيّرت موازين الردع لصالح محور المقاومة”.
وتبرز هذه المواقف العربية المتزامنة، من بيروت إلى عمّان، تحولاً نوعياً في الخطاب السياسي العربي تجاه اليمن، الذي لم يعد يُنظر إليه كطرف محاصر أو منعزل، بل كقوة إقليمية صاعدة فرضت حضورها الاستراتيجي والعسكري في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني، ورسخت مكانتها كـ“رئة المقاومة العربية” التي تنبض في وجه العدوان.
ويُعد المؤتمر القومي العربي منظمة تضم شخصيات عربية ذات توجه قومي. وقد عُقد أول مؤتمر له في باريس عام 1913، ودورته الأولى في تونس عام 1990.
ويُقيم المؤتمر فعاليات سنوية، وهدفه شحذ الوعي العربي بأهداف الأمة المتمثلة في مشروعها الحضاري.
وجاء انعقاد المؤتمر هذا العام وسط مخاض عسير تمر به الدول العربية، حيث يدفع الاحتلال نحو استباحة لبنان مجددًا بعد غزة، ضمن خطة يهدف من خلالها إلى تغيير ما يصفه رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بـ”الشرق الأوسط الجديد”.
وانعقاد القمة الجديدة في لبنان رسالة تضامن قوية مع الشعب والمقاومة، خصوصًا في ضوء التصعيد الإسرائيلي.
