أقرت صحيفة المساء الإيطالية في تقرير مثير بأن اليمن، ممثلاً بقواته المسلحة في صنعاء، هو الطرف الوحيد الذي ما زال يمسك بزمام المبادرة في المنطقة ويقلب حسابات القوى الكبرى من البحر الأحمر حتى المتوسط، مؤكدة أن “كل الجبهات هدأت، لكن اليمن وحده بقي ثابتاً في الميدان، يفرض معادلاته ويدافع عن سيادته بوجه الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية”.
وقالت الصحيفة إن الشرق الأوسط يشهد هدوءاً نسبياً بعد عامين من الحروب، فيما تراجعت قدرات حزب الله تحت الضغط الإسرائيلي، وتقلص النفوذ الإيراني العسكري، وبقيت قطر على الحياد مؤقتاً، لكن البحر الأحمر ظلّ، كما وصفته، “الساحة الوحيدة التي لم تنحنِ أمام الضغوط الغربية”.
وأضافت أن واشنطن ولندن وتل أبيب أنفقت مليارات الدولارات وحشدت الأساطيل في البحر الأحمر، لكنها فشلت في كسر إرادة صنعاء أو إنهاء تأثيرها المتصاعد على الممر الملاحي العالمي، مشيرة إلى أن “هجمات اليمن الدقيقة بطائراته المسيّرة وصواريخه الباليستية من المرتفعات البحرية غيّرت قواعد اللعبة، وأجبرت السفن التجارية على تقليص عبورها من 80 إلى 30 سفينة أسبوعياً”.
وأكدت الصحيفة أن اليمن أثبت أنه يمتلك القدرة على التحكم بأحد أهم الشرايين الاقتصادية في العالم — مضيق باب المندب — الذي يربط آسيا بأوروبا عبر قناة السويس، معتبرة أن ذلك “أعاد الاعتبار للقوة العربية الحرة القادرة على فرض احترامها رغم الحصار والتآمر”.
كما ألمحت المساء الإيطالية إلى دور روسي متزايد في دعم الموقف اليمني ضد التحالف الغربي، مشيرة إلى أن موسكو “ناقشت إرسال صواريخ ياخونت المتطورة إلى صنعاء بوساطة إيرانية”، وأنها “تتابع عن كثب التحولات في اليمن بوصفه لاعباً مؤثراً في توازن القوى الدولي”.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن “بينما هدأت بنادق الآخرين، بقيت صنعاء وحدها تمسك بالبوصلة وتُعيد رسم خطوط النفوذ في الشرق الأوسط. فالبحر الأحمر اليوم لم يعد مياهاً مفتوحة للجيوش الغازية، بل صار تحت عين اليمن وسلاحه، وعنواناً جديداً لسيادته وصموده الأسطوري.”
