المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    القسام تتحدى الاحتلال: تسليم جثة غولدن لا يعني الاستسلام.. والمقاومة مستمرة حتى النصر

    في مشهدٍ يحمل أبعادًا ميدانية ورسائل استراتيجية عميقة، أعلنت...

    كيان الاحتلال يتوغل داخل الأراضي السورية.. واختطاف عشرات المدنيين في ظل صمتٍ دوليٍ مريب

    في تصعيدٍ جديدٍ لعدوانه المتواصل على الأراضي العربية، أقدمت...

    الرياض في مرمى الاستخبارات اليمنية: سقوط التحالف الأمريكي–الإسرائيلي–السعودي في معركة العقول والسيادة

    في تطور يكشف عمق التورط السعودي في خدمة الأجندة الصهيونية، فجّرت الأجهزة الأمنية في صنعاء قنبلة سياسية وأمنية مدوية بكشفها عن خلية تجسسية مشتركة تضم المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية كانت تعمل على استهداف اليمن ومحور المقاومة تحت غطاء “غرفة عمليات” مشتركة مقرها الأراضي السعودية.

    هذا الإنجاز الأمني النوعي، الذي جاء في سياق المعركة الاستخباراتية المصاحبة لمعركة الفتح الموعود، مثّل ضربة موجعة لكل من واشنطن وتل أبيب والرياض، وأكد أن صنعاء تمتلك منظومة أمنية متقدمة قادرة على كسر أعقد المخططات.

    نصر الدين عامر، رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ، وصف الكشف بأنه “إنجاز استراتيجي يضرب عصب الاستخبارات المعادية”، موضحًا أن الدور السعودي في تمويل وتجنيد الخلايا التجسسية ليس سوى مشاركة مباشرة في إسناد العدو الإسرائيلي ضد غزة، في وقت كان فيه اليمن يخوض معركة إسناد بطولية لدعم المقاومة الفلسطينية. وأكد أن السعودية خرقت الهدنة المعلنة مع صنعاء، مستغلة فترة الاستقرار النسبي للتسلل استخباراتياً في محاولة لضرب الجبهة الداخلية اليمنية.

    وأشار عامر إلى أن ما كشفته وزارة الداخلية اليمنية لا يمثل سوى “جزء من الصورة”، وأن هناك خلايا أخرى ما تزال قيد الملاحقة، مضيفاً أن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كان قد تحدث مراراً عن تورط أنظمة عربية، وعلى رأسها النظام السعودي، في أعمال استخباراتية ضد جبهة الإسناد لغزة. ولفت إلى أن الإعلام الإسرائيلي نفسه أقرّ بعجز أجهزته عن مواجهة القدرات الاستخباراتية اليمنية، ما دفع الرياض إلى تولي المهمة بتمويل وتنسيق مباشر من واشنطن وتل أبيب.

    وفي السياق ذاته، قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، حزام الأسد، إن العملية الأمنية الأخيرة كشفت “عمق التداخل بين المخابرات الصهيونية والأمريكية والسعودية” على مستوى التخطيط والتمويل والتنفيذ، مؤكداً أن بلاد الحرمين تحولت إلى منصة صهيونية تستهدف كل من يناصر فلسطين. ووصف العملية بأنها “ضربة استخباراتية قاصمة” أفشلت مشروعاً معقداً هدف إلى زعزعة الاستقرار في الداخل اليمني وإضعاف دوره في معركة الإسناد لغزة.

    وأضاف الأسد أن هذا التطور الخطير يفضح الدور السعودي كـ“رأس حربة في المشروع الأمريكي–الإسرائيلي في المنطقة”، مشيراً إلى أن العملية جاءت في توقيت حساس تشهد فيه المنطقة تصعيداً واسعاً ضد محور المقاومة، في حين يواصل اليمن خوض معركة الصمود والردع ضد التحالف الأمريكي–الصهيوني. وشدد على أن “العملية الأمنية ستظل رسالة ردع لكل من يتورط في العدوان أو يتآمر على قضايا الأمة”.

    وفي موقف موازٍ، اعتبر القيادي محمد البخيتي أن الحرب بين اليمن والسعودية تجاوزت حدود الجغرافيا لتصبح “حرب وجود لا حرب حدود”، موضحاً أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أشعل فتيلها بسياساته العدوانية ومغامراته الفاشلة، وأن ما يجري اليوم من مواجهات استخباراتية هو انعكاس لتحول استراتيجي فرضته معادلات الردع اليمني في وجه الهيمنة الأمريكية–السعودية.

    وبذلك يتضح أن الملف الاستخباراتي السعودي–الإسرائيلي لم يعد سراً، وأن صنعاء عبر عملياتها الأمنية المتقدمة أعادت رسم قواعد اللعبة في المنطقة، لتؤكد أن الأمن اليمني اليوم جزء من معادلة المقاومة الكبرى، وأن من يعبث بسيادتها سيُفضح ويُهزم مهما تعددت أوجه التآمر وممولوه.

    spot_imgspot_img