في لوحة وطنية مفعمة بالعطاء والولاء، أقيمت في العاصمة صنعاء فعالية تكريمية خَاصَّة لأبناء الشهداء، جمعت بين فرحة التخرج من الجامعات والكليات والمعاهد، وبين الاحتفال بعرس جماعي لـ1000 شاب من أبناء من قدموا دماءهم فداءً لهذا الوطن وفي سبيل الله.
هذا الحدث، الذي نظمته الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء، لم يكن مُجَـرّد مهرجان احتفالي عابر، بل تجسيد حيّ لروح العرفان والاعتراف بالجميل لتلك الأسر التي دفعت أثمن ما تملك، لتظل راية الوطن والإسلام مرفوعة.
في مشهد لم يخلُ من التأثر، وقف الخريجون من أبناء الشهداء بثقة وفخر، يحملون شهاداتهم، ويخطون بثبات نحو مستقبل صنعه آباؤهم بدمائهم. وعلى الجانب الآخر، كانت الزغاريد تعلو في عرس جماعي استثنائي، وكأن الوطن والدين يقولان لهم “أنتم لستم وحدكم”.
الرسالة الأقوى جاءت في الكلمات التي أُلقيت، ليس فقط من مسؤولي الدولة، بل من كُـلّ من حضر، المسيرة القرآنية بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه، لا تنسى من ضحى لأجله ولأجل الحق والمستضعفين، وأنها ستظل متمسكة بمسؤولياتها تجاه من خلّفهم الأبطال من الشهداء.
هذه الفعالية لا تُقاس بما أُنجز فيها من تخرج أَو زفاف، بل بما مثّلته من رمزية واهتمام ووفاء في زمن بات الوفاء فيه نادرًا. لقد أعادت هذه المناسبة ترسيخ الثوابت خُصُوصًا في آخر أَيَّـام الذكرى السنوية للشهيد، أن الشهداء أحياءٌ بما زرعوه، وأن أبناءهم سيكملون المسير بثقة وعزة.
إنها ليست مناسبة فقط.. بل هي عنوان لقيادة ووطن يعرف من هم أعمدته، ويعرف كيف يرد الجميل
هذه الفعالية التكريمية لأبناء الشهداء تعكس جانبًا من مبادلة وفاء وتضحيات الشهداء بوفاءٍ واهتمام ورعايةٍ لأبنائهم وأسرهم، فكلما جادت مسيرة الشهداء بالدماء زادت ألقًا وحضورًا في وجدان الأُمَّــة.
