المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الاقتصاد الإسرائيلي بين تبعات الحرب والركود: كيان يترنّح تحت ثقل الانهيار البنيوي

    يعيش كيان الاحتلال واحدة من أكثر مراحله قتامة اقتصاديًا؛...

    غارات أمريكية على “شبوة” تسفر عن مقتل 7 أشخاص ومقتل مجند برصاص أحد زملائه

    قُتل سبعة أشخاص بينهم قياديان في تنظيم القاعدة، إثر...

    غارات إسرائيلية هي الأعنف على “جنوب وشرق لبنان” منذ اتفاق الهدنة والرئيس عون يدعو لوقف الاعتداءات

    في تصعيد عسكري واسع يُعدّ من الأشد منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، شنت الطائرات الحربية والمسيرات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق جبلية عدة في جنوب وشرق لبنان، مخلفة دماراً واسعاً وسقوط ضحايا في صفوف المدنيين.

    وأفادت التقارير الميدانية بأن غارات الاحتلال الإسرائيلي طالت مناطق الجرمق والريحان والجبور وجبل الرفيع والقطراني وبرغز والمحمودية في الجنوب اللبناني، فيما نفذت الطائرات الإسرائيلية ضربات أخرى على أطراف بلدة النبي شيت ومحلة الشعرة قرب بلدة جنتا، وعلى منطقة جبلية مفتوحة بمحاذاة الحدود اللبنانية السورية في البقاع الشرقي.

    كما استهدفت طائرة إسرائيلية مسيرة شاحنة صغيرة في مدينة الهرمل بمحافظة بعلبك دون تسجيل إصابات، في حين حلّقت طائرات استطلاع إسرائيلية بكثافة على علو منخفض في أجواء قرى شمال شرق صور، ونفذت ضربة على منطقة الضهور بخراج بلدة الحميري، تزامناً مع استمرار التحليق المكثف فوق نهر الليطاني من القاسمية حتى طيرفلسيه.

    وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن غارة إسرائيلية استهدفت صباح اليوم سيارة مدنية على الطريق الساحلي بين بلدتي الصرفند والبيسارية في قضاء صيدا، ما أدى إلى استشهاد مواطن لبناني. ووفق مصدر أمني، فإن المسيرة الإسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ على السيارة، ما أدى إلى تفحمها بالكامل. كما أكدت الوزارة استشهاد شخصين آخرين في غارتين منفصلتين على بلدتي الصوانة وحومين الفوقا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

    وفي انتهاك جديد للقانون الدولي، فجّرت قوة إسرائيلية ثلاث منازل في بلدة حولا بقضاء مرجعيون تعود لأشقاء من آل شحيمي، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة عدوانية تهدف إلى إثارة الفوضى والتهجير القسري في الجنوب اللبناني.

    من جانبه، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استهدف ثلاثة عناصر من حزب الله في مواقع متفرقة، مشيراً إلى أن أحد المواقع كان يُستخدم لإطلاق صواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما ادعى أنه قصف “بنى تحتية معادية” في النبطية و”مواقع لإنتاج وتخزين أسلحة استراتيجية” في البقاع، في الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق رسمي من حزب الله بشأن هذه المزاعم.

    وتأتي هذه الاعتداءات في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف الأعمال العدائية، إذ تواصل قواتها احتلال خمس نقاط حدودية داخل الأراضي اللبنانية، وتشن عمليات عسكرية شبه يومية تسفر عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية في الجنوب.

    وفي أول رد رسمي، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال مؤتمر صحفي مشترك في صوفيا مع نظيره البلغاري رومين راديف إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية فوراً، مؤكداً أن “مهمة الجيش اللبناني مصيرية، وعليه وحده دون شريك أن يبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها”. وشدد عون على أن المسار التفاوضي هو السبيل الوحيد لحماية سيادة لبنان وتحقيق مصلحته العليا، في إشارة إلى رفضه الانجرار نحو مواجهة شاملة قد تفجر المنطقة.

    ويرى مراقبون أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يمثل محاولة لخلط الأوراق في الجبهة الشمالية بعد فشل تل أبيب في حسم معاركها السياسية والعسكرية، محذرين من أن استمرار الغارات قد يدفع المقاومة اللبنانية إلى ردٍّ واسع يعيد إشعال المواجهة على طول الحدود، في ظل توتر إقليمي متصاعد يجعل لبنان مجدداً ساحة اختبار ميداني لصمود محور المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

    spot_imgspot_img