في اليوم الحادي والثلاثون على وقف إطلاق النار: سجّل القطاع خروقات موثّقة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ استُشهد فلسطينيان أحدهما طفل وأُصيب آخرون جراء قصفٍ مُسيَّرٍ إسرائيلي طال مناطق شرقي خان يونس، بالتزامن مع عمليات نسفٍ وهدمٍ واسعة شرق مدينة غزة.
وأكد جهاز الدفاع المدني ومصادر طبية نقل جثتَين هامدتَين إلى المستشفى عقب ضربة في منطقة “رميضة” شرق خان يونس، بينما دوّت انفجاراتٌ كبيرة بعد عمليات نسفٍ نفّذتها قوات الاحتلال شرقي خان يونس وفي رفح. وأفادت المصادر بأن القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي استمر على الأطراف الشرقية للقطاع، ما يرسّخ واقع “هدنةٍ تُخرق يوميًا” منذ بدء سريانها في 10 أكتوبر الماضي.
وفي الضفة الغربية، حمّل شهود وفرق إسعاف فلسطينية مستوطنين صهاينة مسؤولية الاعتداء على شابٍ في مسافر يطا جنوب الخليل، في ظلّ حماية جيش الاحتلال أو تقاعسه عن المنع. كما اقتحم 153 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى قبل الظهر، وسط انتشارٍ مكثّف لشرطة الاحتلال، في خطوةٍ ترى فيها الأوساط الفلسطينية “استفزازًا ممنهجًا” يزيد التوتّر. و
على المستوى العسكري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء مناوراتٍ واسعة لثلاثة أيام تشمل مناطق في الضفة وغور الأردن والحدود مع الأردن، بما يضاعف القيود على حركة الفلسطينيين ويُثقل البيئة الإنسانية والأمنية في آن.
إنسانيًا، ذكرت وزارة الصحة في غزة وصول 3 جثامين و3 إصابات إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية. ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وثّقت الوزارة مقتل 242 فلسطينيًا وإصابة 622 آخرين جراء خروقاتٍ من جانب جيش الاحتلال واستمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض؛ وقد ارتفعت حصيلة الحرب في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 69,179 قتيلاً و170,693 إصابة.
وأعلنت الوزارة أيضًا استلام 15 جثمانًا جديدًا لـ”شهداء أفرج عنهم الاحتلال اليوم عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، ليرتفع إجمالي الجثامين المستلمة منذ الاتفاق إلى 315، تمّ التعرف على 91 منها حتى الآن، فيما وُوري 38 جثمانًا اليوم في مقبرة المجهولين، ليبلغ مجموع الجثامين المجهولة المدفونة 182، مع التأكيد على استمرار إجراءات الفحص والتوثيق والتسليم للأهالي وفق البروتوكولات الطبية المعتمدة.
سياسيًا وإجرائيًا، تنصّ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار على تبادل الأسرى والمحتجزين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وانسحاباتٍ محدودة لقوات الاحتلال من بعض مناطق القطاع. غير أن الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة تُعرقل التنفيذ، وتُفرغ الهدنة من مضمونها الإنساني، وتُبقي المدنيين تحت “ضغطٍ ناريٍّ منخفض الوتيرة مرتفع الكلفة البشرية”.
لهذه الأسباب، تطالب الجهات الفلسطينية والمنظمات الحقوقية بآليات رقابة ومساءلة صريحة تُلزم جيش الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاستهدافات، وتضمن مرور المساعدات، وحرية عمل فرق الإنقاذ، وحماية المرافق المدنية، تمهيدًا لوقفٍ شاملٍ وثابتٍ لإطلاق النار يفتح الطريق أمام إعادة الإعمار وعودة النازحين.
