المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ليست فضيحة محطة الـ”بي بي سي”.. إنها لعنة غزة.

    إنها ليست فضيحة محطة الـ"بي بي سي"، وإنما قمة...

    الاحتلال وسلاح التلاعب بالإنسان والهوية والتاريخ

    كل أرضٍ تحمل ناسها، وكل مجتمعٍ يختزن ذاكرةً من...

    عقوبة الجواسيس والعملاء في دين الله وقوانين الأرض

    لقد نظّمت القوانين الدولية والإنسانية -في اتّفاقيات جنيف وغيرها-...

    ضربة للاحتلال.. بضبط جواسيسه

    شهدت الساحة اليمنية إنجازًا أمنيًّا نوعيًا مدوِّيًا، تمثّل في...

    أرباح “الفيفا” تتجاوز المدرجات.. هوس تجاري جديد باسم كأس العالم

    في خطوة أثارت جدلا واسعا بين جماهير كرة القدم...

    الأطباء يحذرون: الإفراط في المسكنات قد يسبب صداعاً مزمناً

    يكتشف كثير من الأشخاص أن الأدوية التي يتناولونها لتخفيف الصداع قد تكون هي نفسها السبب في استمراره أو تفاقمه.

    وتعرف هذه الحالة باسم الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية، وهي ظاهرة طبية موثقة جيدا، لكنها قابلة للعلاج في معظم الحالات بمجرد تشخيصها بدقة.

    ضرورة التشخيص الدقيق

    تتعدد أسباب الصداع المحتملة، لذلك يعد أخذ التاريخ الطبي المفصل والفحص السريري خطوة أساسية لتحديد مصدر الألم، وقد تستدعي بعض الحالات إحالة المريض إلى اختصاصي.

    ويكمن التحدي أمام الأطباء في التفرقة بين الصداع الناجم عن مشكلة خطيرة وذلك الناتج عن أسباب حميدة، مع التأكيد أن الصداع “غير الخطير” يمكن أن يؤثر بشدة على جودة الحياة اليومية.

    علاج الصداع يعتمد على نوعه

    يختلف العلاج تبعا لنوع الصداع؛ فالصداع النصفي يمكن التعامل معه بأدوية مضادة للغثيان أو حاصرات بيتا، بينما قد يستفيد المصابون بصداع مرتبط بالقلق أو الاكتئاب من دعم الصحة النفسية. كما تساهم تغييرات نمط الحياة – مثل ممارسة الرياضة وتحسين النظام الغذائي – في تقليل نوبات الصداع المزمن.

    ويلاحظ الأطباء أحيانا نوعا آخر من الصداع يتسم بنمط واضح، إذ يبدأ أو يزداد سوءا بعد تناول المسكنات لفترة طويلة. ويحدث ذلك عادة بعد استخدام منتظم للأدوية لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.

    ويمكن أن يصيب هذا النوع من الصداع الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أو صداع التوتر أو حتى آلام الظهر والمفاصل. وغالبا ما يلجأ المرضى إلى عدة أنواع من المسكنات بجرعات متزايدة دون وعي بأنهم عالقون في حلقة مفرغة.

    المسكنات الشائعة ليست بريئة

    تتراوح الأدوية المسببة لهذه الحالة من المسكنات القوية مثل الكودايين – المستخدم بعد الإصابات أو العمليات الجراحية – إلى المسكنات الشائعة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين. بل إن بعض التركيبات، مثل الكوكودامول، تجمع بين الباراسيتامول ومادة أفيونية في دواء واحد.

    وعلى الرغم من أن الباراسيتامول يعد آمنا عند الالتزام بالجرعات الموصى بها، إلا أن الإفراط في استخدامه أو تجاوز الحد اليومي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل فشل الكبد. كما تشير دراسات إلى أن استخدامه بانتظام قد يسبب صداعا مزمنا لدى بعض الأفراد.

    ولا تقتصر المشكلة على المسكنات فقط، فحتى أدوية التريبتان المستخدمة لعلاج نوبات الصداع النصفي قد تسبب “صداع الإفراط في الاستخدام” عند تناولها بصورة مفرطة.

    وقد يظن البعض أن الإفراط يعني تجاوز الجرعة اليومية المسموح بها، لكن الأمر لا يقتصر على ذلك. فحتى الالتزام بالجرعة، عند تكرار الاستخدام لفترات طويلة، قد يؤدي إلى الصداع.

    فعلى سبيل المثال، يمكن أن تظهر الأعراض إذا استُخدم الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لمدة 15 يوما أو أكثر شهريا، أو عند استخدام المواد الأفيونية عشرة أيام فقط في الشهر.

    لذا، يُنصح بمراجعة الطبيب عند الحاجة لاستخدام أي مسكن للألم لفترة طويلة – حتى وإن كان متاحا دون وصفة طبية – لأن القابلية للإصابة تختلف من شخص لآخر.

    طريق العلاج

    يعد علاج هذا النوع من الصداع تحديا، لأن المريض غالبا لا يدرك أن الدواء الذي يخفف ألمه هو السبب الحقيقي وراء استمرار الصداع.

    ويتمثل العلاج الأمثل في التوقف التدريجي عن الدواء تحت إشراف طبيب حتى التوقف الكامل عنه. وقد يخشى المريض تفاقم الألم أثناء تقليل الجرعة، لذا فإن التعاون المستمر مع الطبيب ضروري لتأكيد التشخيص ومتابعة التحسن ووضع خطة علاجية مناسبة.

    ورغم أن السبب الدقيق لتفاقم الصداع نتيجة بعض الأدوية لا يزال غير مفهوم تماما، فإن الصلة بينهما مؤكدة علميا، ما يجعل الوعي بهذه الظاهرة خطوة أساسية نحو الوقاية والعلاج.

    التقرير من إعداد دان بومغاردت، المحاضر الأول في كلية علم النفس وعلم الأعصاب، جامعة بريستول.

    المصـــــــــــدرساينس ألرت
    spot_imgspot_img