أصدرت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، اليوم الأربعاء، تقريراً حقوقياً جديداً بعنوان “امرأة في وجه الطغيان”، يوثّق واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها مرتزقة التحالف السعودي الإماراتي بحق المدنيين في اليمن، وتحديداً جريمة دهس وقتل المواطنة هدية سلطان في منطقة العفيرة بمديرية مقبنة، محافظة تعز.
التقرير، الذي جاء في صيغة قانونية دقيقة مدعومة بالشهادات الميدانية، أوضح أن الجريمة وقعت بتاريخ 7 يونيو 2018م عندما أقدمت عناصر مسلحة تابعة لمرتزقة العدوان على دهس المواطنة هدية سلطان بسيارة عسكرية بشكل متعمّد، ما أدى إلى مقتلها على الفور أمام مرأى الأهالي.
وأوردت المنظمة في تقريرها تفاصيل موسّعة حول ملابسات الجريمة، مستندة إلى شهادات شهود العيان والمصادر المحلية التي أكدت أن الحادثة لم تكن عرضية، بل استهداف مباشر للمدنيين ضمن سلسلة من الانتهاكات الممنهجة ضد النساء في المناطق المحتلة.
وأشارت “انتصاف” إلى أنها اعتمدت في إعداد التقرير على المعايير الدولية الخاصة بتوثيق جرائم الحرب، مستندة إلى نصوص القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، مؤكدة أن القتل والدهس المتعمّد لامرأة مدنية يشكّل جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للمادة (3) المشتركة في اتفاقيات جنيف، التي تحظر المساس بالأشخاص غير المشاركين في الأعمال العدائية.
واعتبرت المنظمة أن هذا التقرير يشكّل دليلاً إضافياً على الاستهداف المنهجي للمدنيين اليمنيين، وخاصة النساء والأطفال، داعيةً المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه هذه الجرائم، ومطالبةً بـ تحقيق دولي مستقل ومساءلة الجناة لضمان العدالة للضحايا.
وجاء في ختام التقرير: “إن هدية سلطان لم تكن الضحية الأولى، لكنها رمزٌ لصمود المرأة اليمنية في وجه الطغيان، ورسالة إلى العالم بأن صمتكم شجّع الجريمة، وأن العدالة لا بد أن تُنصف المرأة اليمنية التي تواجه الموت بثبات وكرامة”.
