شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، بعد ظهر اليوم، تصعيداً خطيراً تمثّل في غارة جوية إسرائيلية مباشرة على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى استشهاد 5 مواطنين وإصابة 20 آخرين في حصيلة أولية، وفق مصادر طبية وأمنية. وتعدّ هذه الغارة الأولى على الضاحية منذ يونيو الماضي.
وجاءت الغارة وسط سخط سياسي ومقاوم واسع، إذ أدان عضو المكتب السياسي في حركة أمل طلال حاطوم العدوان قائلاً: “المطلوب اليوم أن نتضامن في وجه التمادي الإسرائيلي”.
بدوره، شدّد الرئيس اللبناني جوزيف عون على أن “استهداف إسرائيل للضاحية الجنوبية دليل جديد على تجاهلها للدعوات الدولية المتكررة لوقف اعتداءاتها”، مجدداً دعوته للمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لمنع تدهور الوضع الميداني.
ومن جانبه، قال نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي إن “هذا العدوان يمثل خرقاً لخط أحمر جديد وضوءاً أخضر أمريكياً للتصعيد”، مضيفاً: “تم استهداف شخصية جهادية كبيرة في المقاومة وسنعلن الاسم لاحقاً، وكل الاحتمالات واردة بعد استهداف اليوم، والقيادة ستتخذ القرار المناسب”.
وفي السياق، أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الغارة، مؤكدة “وقوف أبناء الشعب الفلسطيني إلى جانب الشعب اللبناني والمقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني”. كما أعرب أمين عام التيار الشعبي التونسي زهير حمدي عن تضامنه، مشيراً إلى أن “هذا الاعتداء لن يثني المقاومة اللبنانية عن موقفها الثابت”.
ويأتي هذا الهجوم ضمن موجة تصعيد إسرائيلية متواصلة على الأراضي اللبنانية، شملت في الأيام الماضية غارات على مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا أسفرت عن استشهاد 14 شخصاً، إلى جانب استهدافات متكررة لمناطق الجنوب اللبناني، في مؤشر على انزلاق خطير نحو مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة.
