تزايدت خلال الأيام الماضية التحذيرات داخل الكيان الصهيوني من تداعيات الأزمة النفسية غير المسبوقة التي تضرب جنود الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي بأسره نتيجة العدوان المستمر على غزة.
وذكرت تقارير عبرية أن عشرات الآلاف من الأخصائيين والمعالجين النفسيين في الكيان عقدوا اجتماعاً طارئاً وأطلقوا نداءً عاجلاً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حذّروا فيه من “كارثة نفسية وشيكة تهدد الاستقرار الداخلي”.
وجاء في الرسالة، التي وُصفت بأنها الأشد لهجة في تاريخ الكيان:“الصحة النفسية في إسرائيل تمرّ بأزمة كارثية وغير مسبوقة، والبيانات التي جمعناها لا تترك مجالاً للشك… الروح الإسرائيلية أصيبت بكارثة.”
وأشار الخبراء إلى عجز السلطات عن التعامل مع الانهيار الجماعي في صفوف الجنود والمدنيين، في ظل ما وصفوه بـ“إهمال تاريخي مزمن” للبنية التحتية للصحة النفسية، مؤكدين أن الوضع الحالي يفوق قدرات العلاج والإسناد المتاحة.
وتعكس هذه الاعترافات حجم الانكسار المعنوي والنفسي العميق الذي يواجهه جيش الاحتلال بعد صمود المقاومة الفلسطينية واستمرارها في توجيه ضربات موجعة على مدى عامين من الحرب.
ويرى مراقبون أن “الآلة العسكرية الصهيونية” لم تتعرض من قبل لهزة نفسية بهذا الحجم، حيث تحولت جبهات غزة من ساحات قتال إلى بيئة انهيار نفسي شامل، تتكشّف يومياً في اعترافات جنود وضباط يعيشون حالات توتر، اكتئاب، وانهيار عصبي، الأمر الذي يهدد بتفكك منظومة الاحتلال من الداخل.
