المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    إرادَة الإنسان بين السعي والامتحان وإرادَة الله بين الحكمة والعدل

    لم تكن علاقة الإنسان بإرادَة الله يومًا علاقة صراع...

    لماذا يخشى نتنياهو راية اليمن

    لم يكن تصريح المجرم بنيامين نتنياهو الأخير بشأن الراية...

    اليمن.. من “داعم ثانوي” إلى “كابوس استراتيجي”

    في خطابٍ متشابك المعاني ومترابط الدلالات، تأتي تصريحات مجرم...

    غضب قبلي في حضرموت بعد “مقتل شاب” تحت التعذيب في سجن تابع لفصائل الإمارات

    تصاعدت حدة الغضب الشعبي والقبلي في محافظة حضرموت شرقي...

    تهديدات نتنياهو لليمن.. نوايا عدوانية جديدة

    تُمثّل تهديدات مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ضد اليمن حلقةً...

    تهديدات نتنياهو لليمن.. نوايا عدوانية جديدة

    تُمثّل تهديدات مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ضد اليمن حلقةً جديدةً من سلسلةٍ طويلةٍ ما زالت تهدف إلى شنّ عدوانٍ همجيٍّ على اليمن – هذه المرة، لعلّه يسعى لتنفيذه عبر أدواته المحلية والإقليمية الرخيصة في المنطقة.. وجاءت هذه التهديدات نتيجة عجزه الكامل عن احتواء دائرة الردع اليمني، الذي ظلّ يُسند غزة منذ عامين متتاليين.

    فما كشفه نتنياهو بقوله: «إن اليمن يُشكّل جبهة تهديدٍ خطيرة لـ (إسرائيل)، وعلينا ألا نسمح لهذا التهديد بالتطوّر مستقبلًا»، إنما يعكسُ تحوّلًا استراتيجيًّا يُشير إلى حجم القلق والانهيار الداخلي في الكيان الصهيوني؛ بدءًا من مؤسّساته الحكومية، ومُرورًا بتحرّكاته التجارية، وانتهاء بفقدانه القدرة على ضمان “حرية الحركة” التي كان يتباهى بها.

    وقد تمتدّ العمليات اليمنية اليوم لتُرسّخ، في أوساط الجماهير الصهيونية، واقعًا لا يُعاش فيه سوى في زاوية القلق والتخبط وعدم الاستقرار – في بيئةٍ لم تعد تؤمن بوجود ما يسمّيه الكيان بـ”الملاذ الآمن”.

    إن هذه التصريحات اليائسة التي يلجأ إليها مجرم الحرب لا تعدو كونها محاولةً خائبة لطمأنة الجبهة الداخلية، وخلق وهمٍ بالقوة المزيفة – لا تكشف إلا عن حجم الفشل العسكري والإخفاقات السياسية المتراكمة.

    أما اليمن، فلم يكن ليُرهبه هذا النوع من التهديدات – فهي ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة – ولن تُثنيَه عن الدفاع عن غزة، ولا عن الدفاع عن نفسه.

    إن ما ارتكبه الكيان الصهيوني من إجرام وحصارٍ وتجويعٍ ضد قطاع غزة هو جريمةٌ لا يمكن أن ينساها العالم أجمع.

    واليوم، باتت تلك السياسات العدوانية تُقدّم صورةً مضطربةً عن الكيان في كُـلّ دول العالم؛ بسَببِ ما خلّفه من دمارٍ وإبادة وحصارٍ على أرض غزة.

    وقد كان للشعب اليمني – شعبيًّا ورسميًّا – دورٌ كبيرٌ يُسجّل في سجلات التاريخ، من خلال تحَرّكاته المشرّفة التي فضّحت وحشية الكيان الصهيوني وأظهرت قبح صورته الإجرامية أمام الرأي العام العالمي.

    وبشكلٍ منتظمٍ ومبدئيٍّ وعظيم، حوّل اليمن الكيان الصهيوني إلى كيانٍ لا يُنظر إليه إلا بعين الإدانة، وحمّل أبناء الأُمَّــة حقدًا لا ينطفئ حتى يُحقّق الانتقام، ولا يهدأ أمام ذلك الإجرام المُستمرّ.

    وليس ذلك فحسب، بل إن اليمن جعل من الكيان صورةً ممقوتةً وإجراميةً حتى في أعين دولٍ حكوميةٍ كانت يومًا حليفةً له، مثل فرنسا وغيرها، التي أعادت تقييم علاقتها مع كَيان الاحتلال؛ ممّا شكّل انتكاسةً استراتيجيةً يصعب عكس اتّجاهها على أرض الواقع.

    أما اعترافُ مجرم الحرب بقدرة اليمن على تطوير سلاحه باستقلاليةٍ ذاتيةٍ، فهو دليلٌ آخر على فعالية الترسانة اليمنية التي عجز الكيان الصهيوني اليوم عن بناء أية منظومة دفاعٍ فعّالةٍ أمامها.

    فقد كان الكيان وحلفاؤه في المنطقة يرفضون الاعتراف أن القدرات اليمنية نابعةٌ من إرادَة محلية، ويزعمون أنها مُجَـرّد “دعم إيراني”.

    لكن الحقيقة التي فرضتها الساحات هي أن التنامي في القدرات اليمنية – في الماضي والحاضر – هو ثمرةُ إرادَة يمنيةٍ صلبةٍ وصناعةٍ محليةٍ فخورة، جعلت من منظومات الكيان اليوم مُجَـرّد دروعٍ خاويةٍ ومنظوماتٍ مخترقةٍ، لا تكاد تصمد أمام الصواريخ اليمنية التقنية والحديثة لحظاتٍ معدودة.

    اليوم، يمثل اليمن نموذجًا قائمًا على الحرفية، والابتكار، والصمود – نموذجًا قادرًا على حماية سيادته وشعبه وحقوقه، دون أية مساومة أمام التحديات أَو التهديدات.

    لذا، فَــإنَّ كُـلّ التصريحات التي أطلقها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو حول شنّ حربٍ على اليمن – سواءً مباشرةً من الاحتلال، أَو عبر أدواته المحلية في الداخل اليمني، أَو عبر حلفائه الإقليميين الممثلين بالسعوديّة والإمارات – لن تستطيع أن تُشكّل أي عائقٍ أمام شعبٍ لا يخشى مواجهة الخصوم، ولا يتردّد في التضحية عند مشارف النصر، ولا يحسب العواقب حين يتعلّق الأمر بمواقفَ مشرّفة.

    بل إن اليمن استطاع أن يصنع متغيّراتٍ نموذجيةً في طبيعة الصراع، وحوّل نفسه من طرفٍ مستهدفٍ إلى معضلةٍ لا يمكن تجاوزها أمام المخطّطات الصهيونية، وأصبح شفرةً لا تُفكّ في وجه الظروف العصيبة، وبحرًا هائجًا لا يهدأ حتى يحقّق الانتصار، ويُخرِج الغزاة من أرضه ومن أرض الأُمَّــة.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد نبيل اليوسفي

    spot_imgspot_img