تشهد المحافظات الجنوبية لليمن تصاعداً خطيراً في حالة الانفلات الأمني وسط اقتتال داخلي بين فصائل المرتزقة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، ما يعكس عمق الانقسامات في معسكر التحالف وتفكك سلطته الميدانية.
في محافظة لحج، اندلعت اشتباكات عنيفة في مديرية المقاطرة بين عناصر من اللواء الرابع مشاة جبلي التابع للتحالف ومسلحين من أسرة القتيل وائل وديع سلطان الذي كان قد قُتل داخل معسكر اللواء قبل أشهر. وأسفرت المواجهات عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم جنديان من اللواء الرابع، وعمّ القتيل باسم سلطان، إضافة إلى إصابة آخرين. وتعد هذه الحادثة امتداداً لسلسلة صراعات بين الفصائل الموالية للتحالف، وسط تدهور أمني غير مسبوق في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة العليمي والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.
أما في عدن، فقد شهدت المدينة انسحاباً مذلاً لقوات الانتقالي أمام احتجاجات شعبية غاضبة أمام قصر المعاشيق، حيث فرّت الأطقم والعربات المدرعة بشكل مربك بعد فشلها في تفريق المتظاهرين الذين هتفوا ضد الفساد وسوء الإدارة. وأظهرت المشاهد التي تداولها ناشطون “لحظة طرد علني” للقوات الأمنية التابعة للواء مطهر الشعيبي، بعد أن وجّه ألفاظاً مستفزة للمحتجين، في مشهد يعكس انهيار القبضة الأمنية للانتقالي وتفاقم الغضب الشعبي في المدينة.
وفي تعز، تصاعدت التوترات بعد استهداف موكب محافظ المؤتمر نبيل شمسان في كمين مسلح عند مدخل المدينة الجنوبي، أسفر عن مقتل أحد مرافقيه. وتشير مصادر محلية إلى أن الهجوم مرتبط بخلافات متصاعدة بين حزب الإصلاح والمحافظ شمسان، حيث يسعى “الإصلاح” لفرض سيطرته الكاملة على المدينة وإقصاء قيادات المؤتمر.
تُبرز هذه التطورات مجتمعةً حالة الانقسام العميق والفوضى الأمنية في المحافظات الجنوبية، حيث تتنازع الفصائل الموالية للتحالف النفوذ على حساب أمن واستقرار المواطنين. ويؤكد مراقبون أن استمرار هذا المسار يُنذر بانفجار شامل قد يعصف بما تبقّى من سلطة الحكومة الموالية للتحالف، ويُسرّع من انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية في الجنوب.
