كشف تقرير إحصائي صادر عن أمن محافظة صعدة عن استمرار الاعتداءات السعودية على المناطق الحدودية الشمالية للمحافظة، حيث تم رصد 76 خرقاً عدوانياً خلال شهر جمادى الأولى المنصرم، أسفرت عن استشهاد 14 مواطناً وإصابة 65 آخرين، في تصعيد يؤكد انتهاك النظام السعودي المتكرر للاتفاقات الدولية.
وأوضح التقرير أن الخروقات تضمنت 24 حالة قصف مدفعي سعودي استهدفت القرى والمناطق الحدودية المأهولة، و51 حالة إطلاق نار مباشر نفذها حرس حدود العدو تجاه المدنيين، بالإضافة إلى غارة جوية واحدة استهدفت منطقة حدودية في أقصى الشمال.
وبيّنت الإحصائية أن اعتداءات حرس الحدود السعودي أدت إلى استشهاد 8 مدنيين وإصابة 44 آخرين بإصابات متفاوتة، فيما تسبب القصف المدفعي البري في استشهاد 6 مواطنين وإصابة 21 آخرين، معظمهم جراء الشظايا والانفجارات المباشرة داخل القرى الآهلة بالسكان.
وأكد أمن المحافظة أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية الإنسانية، مشيراً إلى أنها تندرج ضمن سياسة عدوان ممنهجة يمارسها النظام السعودي بحق أبناء محافظة صعدة، وخصوصاً في المديريات الحدودية مثل منبه، شدا، ورازح، التي تتعرض بشكل شبه يومي للقصف والاستهداف المباشر.
وشدّد التقرير على أن استمرار هذه الجرائم، رغم الهدوء النسبي في الجبهات، يعكس نية العدوان في إبقاء الوضع الإنساني والأمني متوتراً في المناطق الحدودية، في محاولةٍ لزعزعة الاستقرار وإرهاب المدنيين.
ودعا أمن صعدة المنظمات الدولية والإنسانية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه هذه الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين العزّل، مطالباً بـتحقيق عاجل وموقف أممي واضح لوقف الاعتداءات السعودية المتكررة ومحاسبة مرتكبيها.
ويأتي هذا التقرير في وقت تتصاعد فيه الإدانات المحلية والدولية لاستمرار الخروقات العسكرية السعودية، التي خلّفت خلال الأشهر الماضية عشرات الشهداء والجرحى، وألحقت أضراراً جسيمة بالمنازل والمزارع والبنية التحتية في المناطق الحدودية لمحافظة صعدة.
