المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    قبائل يمن الإيمان تهدّد أمنَ الكَيان

    ما يزالُ أحرارُ قبائل اليمن ثابتين على موقفهم، يخرجون...

    “الحوثيون أسياد باب المندب”.. اعتراف دولي يكرّس الهيمنة البحرية اليمنية ويعيد رسم خرائط القوة في البحر الأحمر

    في تطوّرٍ غير مسبوق على الساحة الدولية، أقرّت مؤسسات بحرية غربية متخصصة بسيطرة قوات صنعاء الكاملة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر، في تحوّلٍ وصفه خبراء الشحن البحري بأنه “زلزال استراتيجي” يبدّل موازين القوى الإقليمية والدولية في واحد من أهم الممرات المائية في العالم.

    نشر موقع “TradeWinds News” – وهو من أبرز المراجع البحرية في أوروبا والعالم – تقريرًا وصف فيه قوات صنعاء بأنها “أسياد باب المندب بلا منازع”، مؤكّدًا أن اليمنيين هم من يقررون اليوم متى وكيف تعود حركة الشحن إلى طبيعتها في البحر الأحمر.

    وأشار التقرير إلى أن التحكم اليمني الكامل بالممر البحري الدولي لم يعد محلّ جدل أو إنكار، وأن “احتمالات عودة الملاحة التجارية الكاملة إلى البحر الأحمر تعتمد بشكل مباشر على التطورات في قطاع غزة”، في إشارةٍ واضحة إلى ارتباط الموقف اليمني بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

    ويُعدّ هذا الاعتراف هو الأول من نوعه في الإعلام البحري العالمي، إذ لم يعد الحديث مقتصرًا على التصريحات السياسية أو العسكرية، بل انتقل إلى التحليلات الاقتصادية المتخصصة التي تتعامل مع صنعاء كقوة أمر واقع تفرض معادلاتها في البحر الأحمر وخليج عدن.

    ويقول التقرير إن القوة البحرية اليمنية أثبتت قدرة عملياتية متطورة على استهداف السفن الإسرائيلية والغربية رغم التحالفات الدولية، مشيرًا إلى أن الهجمات الدقيقة التي نفذتها صنعاء خلال الأشهر الماضية أكدت فشل منظومات الدفاع الغربية في حماية خطوط التجارة.

    وأكد الموقع أن القدرة اليمنية على تنفيذ عمليات بحرية دقيقة في مناطق واسعة من البحر الأحمر وخليج عدن “تفنّد مزاعم واشنطن المتكررة بإضعاف صنعاء”، لافتًا إلى أن “القوة اليمنية البحرية أصبحت رقماً صعباً في المعادلة الأمنية الإقليمية”.

    ويمثل هذا الاعتراف الدولي إقراراً رسمياً بالتحوّل في موازين القوى البحرية، وبأن اليمن بات يمتلك أدوات ضغط جيوسياسية مؤثرة على حركة التجارة العالمية التي تمرّ عبر مضيق باب المندب – أحد أهم الشرايين الاقتصادية بين أوروبا وآسيا.

    ويشير خبراء إلى أن هذا التحول أعاد الاعتبار لليمن كقوة بحرية ذات نفوذٍ إقليميٍ حقيقي، في مقابل عجز التحالفات الغربية والعربية عن احتواء قدراته. فمنذ بدء عمليات “وعد الآخرة” البحرية، تراجعت حركة السفن التجارية عبر البحر الأحمر بنسبة تفوق 70%، فيما ارتفعت كلفة التأمين والشحن بمستويات قياسية أثّرت على الأسواق الأوروبية والآسيوية على حدّ سواء.

    يرى محللون أن الاعتراف الدولي بسيادة صنعاء على المضيق هو اعترافٌ ضمني بانتقال زمام المبادرة العسكرية من واشنطن وتل أبيب إلى محور المقاومة، خاصة بعد نجاح اليمن في فرض معادلة “الردّ بالرد” في البحر.

    وبحسب التقرير الدولي، فإن واشنطن “لم تعد قادرة على ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر رغم حشدها لتحالفٍ يضم أكثر من 20 دولة”، بينما تواصل القوات اليمنية تنفيذ عملياتها النوعية دون أن تتأثر بالضربات الجوية الأمريكية، ما يثبت – وفق تعبير التقرير – “تنامي القدرة العملياتية والتقنية للقوات اليمنية رغم الحصار”.

    لقد تحوّل مضيق باب المندب، الذي كان يُعدّ لعقودٍ منطقة نفوذ أمريكي–غربي خالص، إلى منصة يمنية لإعادة رسم قواعد الاشتباك الإقليمي. ومع صدور هذا التقرير الدولي، باتت صنعاء اللاعب الرئيسي في أمن الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، وأصبح من المستحيل تجاوزها في أي تسوية أو معادلة بحرية مقبلة.

    إن اعتراف الإعلام البحري الدولي بأن “الحوثيين أسياد باب المندب” لا يمثّل مجرد توصيفٍ صحفي، بل هو تأكيدٌ موثّق على أن موازين القوى في البحر الأحمر تغيّرت إلى الأبد – وأن اليمن اليوم يمسك بواحدٍ من أهم مفاتيح الأمن العالمي والتجارة الدولية، في وقتٍ تتراجع فيه قدرة القوى الكبرى على فرض إرادتها في مياهٍ كانت تظنها آمنة لعقود.

    spot_imgspot_img