المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    سبتمبر أنقذ الدولة.. وديسمبر أسقط آخر رهانات العدوان

    لم تكن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بدايةَ صراع...

    غزة تنزف والضفة تشتعل: أكثر من 535 خرقاً إسرائيلياً وعمليات اغتيال وتدمير ممنهجة من جنين إلى خان يونس

    يتواصل المشهد الدموي في الأراضي الفلسطينية رغم اتفاق وقف إطلاق النار، حيث توسّع الاحتلال الإسرائيلي في عملياته العسكرية بالضفة الغربية، بالتوازي مع تصعيد غاراته وانتهاكاته اليومية في قطاع غزة، في مشهدٍ يُكرّس سياسة الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني في كل الجبهات.

    ففي غزة، كشف مكتب الإعلام الحكومي أن قوات الاحتلال ارتكبت منذ بدء سريان الهدنة أكثر من 535 خرقاً موثقاً، أسفرت عن استشهاد 350 فلسطينياً وإصابة نحو 900 آخرين، مؤكداً أن تلك الخروق شملت القصف الجوي والمدفعي، واستهداف المدنيين والمزارعين والصيادين والنازحين، إضافة إلى عمليات التوغل المتكررة شرقي القطاع.

    وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة إن الاحتلال حوّل المساعدات الإنسانية إلى أداة ابتزازٍ وحربٍ ناعمة، بعد أن سمح بدخول 9930 شاحنة فقط من أصل 28 ألفاً مطلوبة، أي بنسبة لا تتجاوز 35%، مضيفاً أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستوى “الكارثة الشاملة” نتيجة تدمير البنى التحتية والخدمات الصحية والمعيشية.

    وفي السياق ذاته، أكّد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود البصل، أن فرق الإنقاذ تعمل في ظروف ميدانية قاسية بعد تدمير نحو 90% من المعدات والمركبات ومراكز الإطفاء بفعل القصف الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الاحتلال يستهدف الطواقم مباشرة حتى أثناء وقف إطلاق النار، في خرقٍ سافرٍ للقانون الدولي الإنساني.

    وفي تطور ميداني متزامن، استشهد أربعة فلسطينيين صباح الخميس في غارات إسرائيلية جديدة استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، بينها رفح وبيت لاهيا والمغازي وبني سهيلا وشرق خان يونس ومدينة غزة، حيث نسفت القوات الإسرائيلية مبانٍ سكنية خلف ما يُعرف بـ«الخط الأصفر».

    وفي الضفة الغربية، اتسعت رقعة العمليات العسكرية الإسرائيلية لتشمل مدن جنين وطوباس ورام الله، حيث نفذت قوات الاحتلال هجوماً جوياً بطائرات ومروحيات ومسيرات استهدف منازل سكنية في حي جبل أبو ظهير بمدينة جنين، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين على الأقل واعتقال العشرات.

    وأفادت القناة 12 العبرية أن سلاح الجو نفذ هجوماً بالتزامن مع اشتباكاتٍ مسلحة بين مقاومين فلسطينيين ووحدات إسرائيلية خاصة، بينما فرضت قوات الاحتلال حظر تجول على طوباس ومخيم الفارعة ومناطق في الأغوار الشمالية، وحولت منازل المدنيين إلى ثكنات عسكرية مغلقة.

    وبحسب مصادر طبية، أُصيب نحو 20 فلسطينياً جراء الاعتداءات الإسرائيلية في جنين، بينهم مسنّ في الثمانين من عمره، فيما اعتُقل أكثر من 75 شخصاً منذ بدء العملية، وسط تنديد واسع من الفصائل الفلسطينية التي وصفت ما يجري بأنه «عدوان منهجي يستهدف اقتلاع الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم».

    وأدانت حركة حماس العملية العسكرية في طوباس وجنين، مؤكدة أنها تكشف «حجم الإجرام المنظم الذي تمارسه حكومة الاحتلال المتطرفة»، بينما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن ما يجري «حلقة جديدة من مشروع تفريغ الضفة من سكانها لصالح التوسع الاستيطاني والهيمنة الأمنية».

    كما واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لقرى رام الله، ودمرت عشرات أشجار الزيتون المعمرة في بلدة الجانية لتوسيع مستوطنة “نيريا”، في مشهدٍ يعيد إنتاج سياسة الاستيطان والتهويد التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني على حد سواء.

    ورغم مرور أكثر من شهرٍ على اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بوساطة قطرية ومصرية وتركية ورعاية أميركية، فإن إسرائيل تواصل خرقه بوتيرة متصاعدة، حيث تجاوزت خروقها 497 انتهاكاً خلال الأسابيع الماضية، لتؤكد أن ما سُمّي بالهدنة لم يكن سوى غطاء مؤقتٍ لحربٍ متجددة.

    ووفق أرقام رسمية، فقد خلفت الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023 أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح، بينما انهارت 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع المحاصر، في ظل صمتٍ دوليٍ مطبقٍ وتواطؤٍ سياسيٍ غربيٍ مكشوف، جعل من فلسطين مسرحاً مفتوحاً للقتل والإبادة دون مساءلة.

    spot_imgspot_img