شهدت العاصمة صنعاء، الخميس، مسيرة مليونية حاشدة في ساحة ميدان السبعين تحت شعار “التحرير خيارنا، والمحتل إلى زوال” بمناسبة الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الـ30 من نوفمبر، في مشهدٍ مهيبٍ أكّد من جديد تمسّك اليمنيين بخيار المقاومة ومواصلة معركة التحرر الوطني ضد قوى الاحتلال.
المشاركون في المسيرة رفعوا الأعلام الوطنية وشعارات الحرية مردّدين هتافات تؤكد أن “الشعب اليمني ماضٍ على نهج الأحرار الذين أخرجوا آخر جندي بريطاني من عدن، ولن يقبل ببقاء أي احتلال جديد على أرضه”. كما شددوا على أن “حمل راية الإسلام والجهاد” سيبقى عهدًا مستمرًا للأجيال، وأن “اليمن الحر لن يكون خاضعًا لأي قوة أجنبية مهما بلغ جبروتها”.
وفي كلمةٍ ألقاها خلال المسيرة، أشاد عضو المجلس السياسي الأعلى عبدالعزيز بن حبتور بـ“أبطال اليمن الذين دافعوا عن حياض الوطن وأوصلوا الصواريخ إلى قلب الكيان الصهيوني”، معتبرًا أن “ما يجري اليوم هو امتداد لمعركة التحرر نفسها التي خاضها اليمنيون ضد الاستعمار البريطاني قبل أكثر من نصف قرن”.
وأضاف بن حبتور أن “هناك عناصر خائنة باعت شرفها وتعمل مع المحتل السعودي والإماراتي ضد وطنها”، مؤكداً أن “الاحتلال مصيره الزوال كما زال البريطاني من جنوب اليمن”، ومشددًا على أن “شعب الإيمان لن يقبل الخضوع لأعدائه، وسيواصل الدفاع عن أرضه وعزته حتى تحقيق التحرير الكامل”.
أما بيان المسيرة، فقد حمل نبرة تحدٍ قوية، حيث أكّد على “الثبات والجهوزية العالية للجولة القادمة مع الأعداء وأدواتهم”، وأن “الشعب اليمني لن يتراجع عن مواقفه العادلة ولن يترك الشعبين الفلسطيني واللبناني ولا أبناء الأمة المظلومة فريسة للطغاة”.
كما جاء في البيان أن “الـ30 من نوفمبر محطة تذكّر كل طغاة الأرض بأن الزوال هو النهاية الحتمية لكل محتل مهما طال أمده”، مضيفاً أن “الشعوب الحرة قادرة على صناعة الانتصارات العظيمة إذا امتلكت الإرادة والعزيمة وتوكّلت على الله”.
واختُتمت المسيرة بأهازيج وطنية وهتافات ثورية، وسط أجواء احتفالية جسّدت روح الاستقلال الثاني الذي يعيشها اليمنيون اليوم في مواجهة العدوان والحصار، مؤكدين أن صنعاء ستبقى قلعة الصمود وراية التحرير ستظل مرفوعة حتى إخراج آخر جندي محتل من كل أرض يمنية.
