كشفت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن وصول شحنة أسلحة ومعدات عسكرية أمريكية ضخمة إلى تل أبيب، على متن طائرة شحن عملاقة من طراز أنتونوف An-124، أقلعت من الإمارات العربية المتحدة في رحلة وُصفت بأنها “غير اعتيادية ومثيرة للريبة”.
ووفقًا لمراسل الهيئة، إيتاي بلومنتال، فإن الطائرة حملت على متنها شاحنات عسكرية أمريكية من طراز “أوشكوش”، إضافة إلى معدات عسكرية متطورة لم يُكشف عن طبيعتها بالكامل، في وقتٍ تتصاعد فيه الحرب على غزة والضفة وتزداد فيه المخاوف من توسع المواجهة في المنطقة.
وأشار المراسل إلى أن بيانات تتبع الطيران أظهرت أن الطائرة انطلقت من الإمارات باتجاه إسرائيل، ثم غادرت سريعًا إلى جورجيا، قبل أن تعود مجددًا إلى أبوظبي، وهو مسار لوجستي معقد وغير معتاد يعكس – وفق خبراء عسكريين – محاولة لإخفاء المسار الفعلي لشحنات الأسلحة أو لتغطية عمليات التنسيق بين أطراف متعددة.
في المقابل، التزمت كلٌّ من تل أبيب وواشنطن الصمت الكامل تجاه هذه الشحنة، بينما تواصل وسائل الإعلام العبرية تتبع مسار الطائرة وسط تساؤلات حول ما إذا كانت الرحلة جزءًا من سلسلة عمليات شحن جديدة يتم تنفيذها عبر قواعد أو ممرات جوية خليجية.
وبحسب صحيفة “نويه تسورخير تسايتونغ” السويسرية، فإن الإمارات تواصل تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع إسرائيل، رغم تصاعد الغضب الشعبي العربي من المجازر في غزة، مشيرة إلى أن أبوظبي لم تكتفِ بالحفاظ على مستوى التطبيع الدبلوماسي، بل انتقلت إلى مرحلة الدعم اللوجستي والأمني.
ويؤكد محللون أن هذا التطور يمثل تحولًا نوعيًا في مسار التعاون العسكري بين الإمارات وإسرائيل، ويكشف عن دور خفي في دعم المجهود الحربي الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني.
كما يلفت التقرير إلى أن الإمارات أصبحت من أكثر الدول العربية استقبالًا للجالية اليهودية والإسرائيلية، حيث يشعر الإسرائيليون في أبوظبي بأمان يفوق ما يجدونه في كثير من العواصم الأوروبية، وهو ما يعزز الانطباع بأن أبوظبي باتت بوابة لوجستية لتل أبيب في قلب الخليج.
ويأتي هذا التطور في وقت بالغ الحساسية، إذ تتزامن شحنات الأسلحة الأمريكية القادمة عبر الإمارات مع تصعيد ميداني خطير في غزة والضفة الغربية، ما يجعل من هذه الرحلات العسكرية حلقة جديدة في شبكة الدعم الأمريكي – الخليجي للعدوان الإسرائيلي، تحت غطاء “الشراكات الاستراتيجية” و”التعاون الأمني”.
