في مشهدٍ وطنيٍّ غير مسبوقٍ منذ سنوات، أعلنت كبرى القبائل اليمنية النفير العام، مجددةً موقفها الثابت برفض أي حربٍ جديدة قد يشنّها التحالف السعودي الإماراتي بدعمٍ أمريكي–صهيوني، ومؤكدةً وقوفها الكامل إلى جانب قوات صنعاء في مواجهة أي تصعيدٍ خارجي.
وشهدت محافظة عمران، الثلاثاء، لقاءاتٍ جماهيريةً وحشوداً قبليةً مسلحةً ضخمة شاركت فيها شخصيات اجتماعية وزعماء قبائل من مختلف المديريات، حيث شددت البيانات الصادرة عنها على أن القبائل اليمنية “لن تسمح بتكرار العدوان” وأن “أي محاولة لجر البلاد إلى الحرب مجدداً ستُواجَه بردٍّ أعنف وأوسع من أي وقتٍ مضى”.
وامتدّ هذا الاستنفار إلى معظم محافظات اليمن، من صنعاء وذمار وصعدة والبيضاء والجوف وحجة والمحويت والحديدة إلى تعز ومأرب وريمة، في ما يشبه انتفاضةً وطنيةً جامعة عكست وحدة الموقف الشعبي والقبلي في مواجهة التهديدات الإقليمية والدولية.
وأكدت البيانات القبلية الموحّدة أن “السعودية والولايات المتحدة والكيان الصهيوني يتحمّلون مسؤولية أي تصعيدٍ جديد ضد اليمن”، وأن الشعب اليمني بكل مكوناته “لن يقف مكتوف الأيدي ولن يسمح بانتهاك سيادته مجدداً”، داعين التحالف إلى “التوقف فوراً عن العبث بمقدرات البلاد واستفزاز الشعب اليمني”.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك القبلي يمثل أوسع حالة اصطفاف شعبي منذ اتفاق وقف إطلاق النار، وأنه يُعبّر عن “تحوّلٍ استراتيجيٍ في المزاج القبلي”، إذ لم تعد القبائل ترى نفسها مجرد سندٍ اجتماعي، بل جزءاً أساسياً من معادلة الدفاع الوطني والسيادة اليمنية.
وفي ظل الأنباء عن تحركات أمريكية–إسرائيلية لدفع الرياض نحو مواجهة جديدة، تُعد هذه التعبئة رسالة تحذيرٍ قوية للتحالف مفادها أن اليمن اليوم موحّدٌ أكثر من أي وقتٍ مضى، وأن أي مغامرةٍ عسكريةٍ جديدة ستفتح أبواب الجحيم على المعتدين، في معركةٍ لن تكون كسابقاتها.
