المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الاحتلال يواصل جرائمه رغم وقف إطلاق النار: شهداء جدد في غزة واعتداءات واسعة في الضفة الغربية

    في اليوم الـ53 من وقف إطلاق النار، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاك الاتفاق الإنساني، مرتكبةً مجازر جديدة في قطاع غزة، بالتزامن مع تصعيدٍ دموي في الضفة الغربية، في مشهدٍ يؤكد أن الاحتلال لا يزال ماضياً في سياساته العدوانية رغم الهدنة المعلنة.

    فقد استُشهد خمسة فلسطينيين على الأقل منذ صباح الثلاثاء في مناطق متعددة من غزة بنيران جيش الاحتلال، بينهم الصحفي محمود وادي الذي استُهدف في قصفٍ نفّذته مسيّرة إسرائيلية وسط خان يونس، ليرتفع بذلك عدد الصحفيين الذين اغتالتهم إسرائيل إلى 256 منذ أكتوبر 2023، وفق المكتب الإعلامي الحكومي. وأكدت مصادر طبية في المستشفى المعمداني استشهاد فلسطينيين آخرين في حي التفاح شمال شرق غزة، إلى جانب إصاباتٍ عدة، في حين استشهد فلسطيني ثالث في حي الزيتون، وأُصيب آخرون في حي النصر.

    وشهدت المناطق الشرقية للقطاع خروقات خطيرة، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق سكنية قرب مفترق السنافور، ونسفت مباني في حي التفاح، كما استهدفت المروحيات شرق خان يونس، في وقتٍ اتسع فيه ما يُعرف بـ“الخط الأصفر” الذي بات يمنح الاحتلال السيطرة على أكثر من 53% من مساحة القطاع، خلافاً لما نصّ عليه اتفاق وقف النار.

    وفي الضفة الغربية، تفجّرت الأوضاع مجدداً مع تصعيدٍ عسكري شامل، حيث فجّرت قوات الاحتلال مبنى داخل مخيم جنين، وفرضت حظر تجول شامل على بلدة قباطية، وسط اقتحاماتٍ متكررة وتحويل منازل إلى نقاطٍ عسكرية. كما هدمت منازل في نابلس ورام الله، واعتقلت العشرات خلال حملات دهمٍ عنيفة شملت طوباس والخليل وطولكرم.

    وفي نابلس، فجّر الاحتلال منزل الأسير عبد الكريم صنوبر في بلدة زواتا، بعد أن أجبر 13 عائلة على الإخلاء. أما في رام الله، فقد استُشهد الشاب محمد أسمر من بيت ريما برصاص الاحتلال، بينما أُصيب ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليتي طعنٍ ودعسٍ منفصلتين قرب رام الله والخليل قبل أن يُستشهد المنفذان.

    وفي سياقٍ متصل، أعلنت إسرائيل تسلّمها بقايا رفات أحد الأسيرين المحتجزين في غزة عبر الصليب الأحمر، في وقتٍ نفت فيه حركة حماس وجود تأكيدٍ بأن العينات تعود للأسير المذكور، مؤكدةً أن عمليات البحث ما زالت جارية في جباليا وبيت لاهيا.

    تأتي هذه التطورات وسط تدهورٍ إنساني غير مسبوق في القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعاً مأساوية في ظل دمارٍ واسعٍ خلّفته حرب الإبادة الإسرائيلية، التي أسفرت عن أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما قُدّرت تكلفة إعادة الإعمار بـ70 مليار دولار وفق الأمم المتحدة.

    وبينما يواصل الاحتلال قصفه اليومي واعتداءاته المتكررة، تؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية التزامها بالهدنة، مطالبةً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف جرائمها، محذّرةً من أن استمرار الخروقات قد يؤدي إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل وعودة المواجهة إلى مستويات أعنف من أي وقتٍ مضى.

    spot_imgspot_img